يُحكى: أنّه كان السلطانُ محمود الغَزنَوي رحمه الله تعالى قد نَثَر الجواهِرَ والدُّرَر على الأرض، وأمَر جميعَ وُزَرائِه أن يَرفَعَها كلُّ واحدٍ منهم، فرأَى وزيرًا منهم كان يُدعَى: أياز، لم يَلتَفِت إلى الجواهر، ولم يَلتَقِط منها شيئًا.
فسأَلَه محمود الغَزنَوي وقال له: يا أياز، لِمَ لم تأخذ منها شيئًا؟
قال أياز: مَن كان طالبًا للجواهر يَلتَقِطُها، وأنا لا أريدُ إلّا صاحبَ الجواهر.
واسْمع أخي الحبيب إلى هذا الحديث الذي يحكي معنى القصّة السابقة بأسلوبٍ آخر: صحّ عن سيّدنا ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله تعالى عنه قال: كُنْتُ أَبِيْتُ معَ رسولِ الله ﷺ فأَتَيْتُه بوَضُوْئه وحاجَتِه، فقال ﷺ لي: «سَلْ».
فقُلْتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقتَك في الجنّةِ.
قال: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟»
قُلْتُ: هو ذاك.
قال: «فَأَعِنِّيْ عَلَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُوْد»[1].