الموقف؟ هل يقبل زيد كلام أخته ولا يدعو عمّه إلى زواجه أم يترك أخته ويدعو عمّه؟
أجاب الإمام رحمه الله قائلًا: الأخت والعمّ من المحارم، ولا يجوز قطع الرحم عن أحدٍ، وينبغي على زيد إرضاء أخته بأيّ طريقة ممكنة، وإذا دعا عمّه سرًّا لحضور حفل الزفاف فيقول لأخته: إنّني أحبّ رضاكِ، ولا أدعوه لحضور الحفل غير أنّي أرجوكِ أنْ لا تنزعجي منّي إذا حضر بنفسه إلى الحفل؛ لأنّه بمثابة الأب بالنسبة لي ولكِ، فإذا حضر شخص غريب الحفل بدون دعوة فليس من الأدب طَرْده فضلًا عن العمّ، فيرضيهما سواء بالصدق أو بالكذب من أجل الإصلاح بينهما؛ لأنّ صاحب الإصلاح مأجورٌ وإنْ كذب، والمراد بقوله لأخته: "لا أدعوه" أي: لا أذهب بنفسي إليه لأدعوه ولو أرسِلَ شخصًا أو خطابًا لدعوته، والمراد بقوله: إذا حضر بنفسه أي: يمشي على قدميه دون أنْ أحمله إلى الحفل، فيتكلّم بكلام يحتمل معنيَين، وأمّا المراد بقوله: بالصدق أو الكذب أي: يقول القائل كلامًا يظهر منه معنى يفهمه السامع ولكن القائل يريد منه معنى آخر يحتمله الكلام، وهو ما يسمّى بـ "التورية"[1]، وقد رُوي أنّ النبيَّ ﷺ قال: «إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ»[2].