وقال رحمه الله تعالى: يكون أكلُك أكلَ مودّعٍ، ووجودُك بين أهلك وجودَ مودّع، ولقاؤك لإخوانك لقاءَ مودّع، فأوجدْ في قلبك أنا مودّع، كيف لا يكون كذلك مَن أمره في يد غيره[1]. وإذا كانت الدنيا لا تحصل إلّا بتعبٍ فكيف ما عند الله عزّ وجلّ!؟[2].
أيها الإخوة! إنّ الشيخ رحمه الله تعالى قد حثّنا على الابتعاد عن زخارف الدنيا والاستعداد للقبر والحشر، فالعاقل حقًّا هو الّذي يستعد للموت قبل مجيئه، ويجمع لنفسه الحسنات حتّى يدخل في قبره ومعه نور السنّة النبويّة فيتنوّر قبره المظلم به؛ لأنّ القبر لا يراعي، فمَن دخله سواء كان غنيًّا أو فقيرًا، وزيرًا أو مستشارًا له، أو حاكمًا أو رعيّة، أو ضابطًا أو خادمًا، أو صاحب عمل أو موظّفًا، طبيبًا أو مريضًا، مقاولًا أو عاملًا، فإذا كان هناك نقص في زاد الآخرة عند أيّ شخص كترك للصلاة والصيام عمدًا بدون عذر شرعي، وعدم إخراج الزكاة رغم وجوبها، وترك فريضة الحجّ مع الاستطاعة، وعدم تنفيذ الحجاب الشرعي رغم قدرتها عليه، وعقوق الوالدين، والكذب والغيبة والنّميمة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات غير الشرعيّة، والاستماع إلى المخالفات وترك السنن والطاعات والانشغال بالذنوب والمعاصي؛ فسيحصل له ندم