عَن سَيِّدِنَا أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِي رضي الله تعالى عنه قال: قالَ الرَّسُولُ الْحَبِيبُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «إذا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فلاَ يُغْلَقُ مِنْهَا بَابٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، ولَيْسَ من عَبْدٍ مُؤْمِنٍ، يُصَلِّي فِي لَيْلَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ كَتَبَ اللهُ له أَلْفًا وخَمْسَ مِئَةِ حَسَنَةٍ بِكُلِّ سَجْدَةٍ، وبَنَى له بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ مِن يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ لها سِتُّوْنَ أَلْفَ بَابٍ، لِكُلٍّ مِنْهَا قَصْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مُوَشَّحٍ بِيَاقُوْتَةٍ حَمْرَاءَ، فإِذَا صَامَ أَوَّلَ يَومٍ مِنْ رَمَضَانَ، غُفِرَ له مَا تَقدَّمَ من ذَنْبهِ إلى مِثْلِ ذلك اليَومِ، مِن شَهْرِ رَمَضَانَ، وَاسْتَغْفَرَ له كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، مِنْ صَلاَةِ الغَدَاةِ، إِلى أَنْ تَوارَى بالحِجَابِ، وكَانَ له بِكُلِّ سَجْدَةٍ، يَسْجُدُهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، بِلَيْلٍ، أَو نَهَارٍ، شَجَرةٌ يَسِيْرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا خَمْسَ مِئَةِ عَامٍ»[1].
أخي الحبيب:
لَقَد امْتَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بأَنْ أَعْطَانَا شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ، بِرَسُوْلِه الكَرِيْمِ وهو خَيْرُ الشُّهُورِ تُفْتَحُ فيه أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، ويُضَاعَفُ فيه الثَّوَابُ، كما تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيْثِ الشَّرِيْفِ:
[1] ذكره أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت٤٥٨هـ) في "شعب الإيمان"، باب في الصيام، فضائل شهر رمضان، ٣/٣١٤، (٣٦٣٥)، ملتقطاً.