المكانة المميّزة لرحمة الحبيب المصطفى ﷺ | محمد ناصر الجمال العطاري المدني


نشرت: يوم الثلاثاء،29-نوفمبر-2022

المكانة المميّزة لرحمة الحبيب المصطفى ﷺ

قال سيد المرسلين وخاتم النبيين ﷺ:

إنّما بُعثتُ رحمةً

لقد أرسل الله تعالى آخر أنبيائه ورسله رحمةً للعالمين، وقد أعرب الحبيب المصطفى ﷺ في هذا الحديث الشريف عن هذه الرحمة.

المكانة المميزة لرحمة الحبيب المصطفى ﷺ:

دعونا لنُلْقِيَ نظرة على الزمن قبل مجيء الحبيب المصطفى ﷺ حتى نتذكّر المكانة المميّزة لرحمة سيد المرسلين صلوات الله تعالى وسلامه عليه قبل بعثة الحبيب المصطفى ﷺ:

كان الناس يَتِيْهون في ظَلاَم الكفر والجهل، وكان هذا الظَّلاَم عميقاً لدرجة أن نور العلم، ومكارم الأخلاق وصفاءها، وعلامات الثقة والأمانة، والأمورَ التي تجلب الأمن والسلام، والتقدّم والازدهار، وكلَّ ما يجعل الإنسان إنسانًا سوياًّ قد انتهت تمامًا، فلم ير الباحثون عن الحقّ طريقاً صالحًا للفوز والنجاح، وبينما هم كذلك أرسل الله تعالى نور سيدنا الحبيب المصطفى ﷺ رحمة للعالمين أَيْ: لجميع الخلق من عالم الأرواح والأجساد وذوي العقول وغيرها، فدعا سيدنا رسول الله ﷺ الناس إلى الحقّ يهديهم إلى الطريق المستقيم، ووضع لهم معيار الحلال والحرام، وقد أعطى الله عز وجل نبي الرحمة ﷺ مكانةً مرموقةً بأنْ بشّر ﷺ المؤمنين ومن اتّبعوه بالنجاح في الدنيا والآخرة.

لمحات من رحمة سيد المرسلين ﷺ:

وقد بعث الله تعالى رسولَه سيدَنا محمداً لِيبلّغَ رسالة التوحيد ويهدي به إلى سبيل الحقّ، ففي هذا الأمر تشعّ أنوار الرحمة والشفقة من كل وجه:

* وقد قال سيدنا خاتم النبيين ﷺ ثلاث مرات:

إن الله تعالى رضي لهذه الأمة اليسرَ وكره لها العسرَ

* وعن سيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت:

ما خيّر رسول الله ﷺ بين أمرين قطّ إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله ﷺ لنفسه في شيء قطّ إلا أن تُنتهك حرمةُ الله، فينتقم بها لله

وهكذا هو سيدنا رسول الله ﷺ لم يأمر بفعل الأشياء التي كان يخشى منها أن تقع الأمة بسببها في ضيق مثل:

1) أنه لم يؤخّر ﷺ صلاة العشاء إلى ثُلُث الليل نظراً لما يعانيه الضعفاء والمرضى والعمّال من مشقّة.

2) أمره ﷺ بعدم إطالة التلاوة في الصلاة مراعاة للضعفاء والمرضى والأطفال رحمة وشفقة بهم.

3) تركه ﷺ المواظبة على قيام الليل كي لا يفترض على الأمة.

4) نهيه ﷺ عن الوصال في الصوم لئلا تقعَ الأمة في المشقة. ومعنى الوصال في الصوم: أن يصوم يومين فأكثر من غير أن يفطر في الليل

5) لم يوجب ﷺ الحج كل عام درءاً للمشقة والحرج عن الأمة.

6) من أجل الرفق بالمسلمين أمر ﷺ بالاقتصار الرمل على الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف.

7) كان سيدنا رسول الله ﷺ يبكي ويتضرّع إلى الله تعالى لأجل أمته حتى تتوّرم قدماه المباركتان وهو يقوم من الليل

8) الجميع يوم القيامة يصرخ نفسي! نفسي! إلا سيدنا الحبيب المصطفى ﷺ يكون حريصاً وقلقًا لأجل أمته الْمُذْنِبَة رحمة وشفقة عليهم في مثل ذلك الوقت العصيب؛ فيدعو اللهَ تعالى لهم بالمغفرة ويتشفّع عند الله لأمته بدخول الجنة.

دعونا نفكّرْ في أنفسنا، الحمد لله! نحن فخورون كوننا من أمة سيدنا محمد ﷺ، وفكّروا! أن سيدنا النبي ﷺ حريص أشدّ الحرص علينا، وكم هو عطوف وحنون علينا؟ والآن لنفكّرْ في أنفسنا:

كم نحن نحبّ سيدنا النبي ﷺ؟

إلى أيّ مدَى سعدنا به! مقابل ما تفضل به علينا، فكم نطيع أوامره؟

وهل أرضيناه بمقابل إحسانه إلينا؟ وهل امتثلنا أوامره؟

انطلاقًا من هذا يجب على أمة الحبيب المصطفى ﷺ أن يخافوا الله تعالى ويتّقوه، ويحبّوا الصحابة الكرام وآل بيت سيدنا النبيّ الأطهار، ويحافظوا على الصلوات، ويعرفوا الأحكام الشرعية الضرورية التي لا بدّ من تعلّمها من الفرائض والواجبات، ويحرصوا على تقوى الله تعالى، وتحمل مسؤوليّاته الشرعية، وتلاوة القرآن الكريم، والابتعاد عن الحرام والمعصية، وكذلك عليهم أن يحموا أولادهم من المحرّمات، ويقوموا بتربية أبنائهم تربية إسلامية صحيحة، ويدرّبوهم عليها، ويحاولوا إصلاح أنفسهم بل العالم كلّه، ويتحلّوا بأفضل الصفات، ويتجنّبوا الفَوَاحِش والذُّنُوب الخفيّة، ويتناصحوا فيما بينهم، ويطيعوا الله تعالى ورسوله الكريم متّبعين سُنَنَه ﷺ.

وفّقنا الله تعالى جميعاً للعيش مرتبطين برحمته للعالمين سيدنا محمد ﷺ دائما. آمين بجاه سيد المرسلين ﷺ.


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية