عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الثاني

"لاعنوا بينهما" فقيل لهلال: اشهد، فشهد أربع شهاداتٍ باللّه إنه لمن الصادقين، فلما كانت الخامسة قيل له: يا هلال اتق اللّه فإِن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب، فقال: واللّه لا يعذبني اللّه عليها كما لم يُجلِدْني عليها، فشهد الخامسة أن لعنة اللّه عليه إن كان من الكاذبين، ثم قيل لها: اشهدي. فشهدت أربع شهادات باللّه إنه لمن الكاذبين، فلما كانت الخامسة قيل لها: إتقي اللّه فإِن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب، فتلكَّأت ساعة ثم قالت: واللّه لا أفضح قومي، فشهدت الخامسة أن غضب اللّه عليها إن كان من الصادقين، ففرَّق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بينهما وقضى أن لا يُدْعَى ولدها لأبٍ، ولا تُرْمَى ولا يُرْمَى ولدها، ومن رماها أوْ رمى ولدها فعليه الحد، وقضى أن لا بيت لها عليه ولا قوت من أجل أنهما يتفرقان من غير طلاق، ولا متوفَّى عنها، وقال: "إن جاءت به أصيهب أريصح أثيبج حمش الساقين فهو لهلالٍ، وإن جاءت به أورق جعداً جمالِيّا خدلج الساقين سابغ الأليتين، فهو للذي رميت به" فجاءت به أورق جعداً جمالياً خدلج الساقين سابغ الأليتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لولا الأيمان لكان لي ولها شأنٌ" قال عكرمة: فكان بعد ذلك أميراً على مصر وما يدعى لأب.

2257ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان بن عيينة قال: سمع عمرو سعيد بن جبير يقول: سمعت ابن عمر يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم للمتلاعنين: "حسابكما على اللّه، أحدكما كاذبٌ، لا سبيل لك عليها" قال: يارسول اللّه مالي، قال: "لا مال لك، إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، وإن كنت كذبت عليها، فذلك أبعد لك"".

2258ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا إسماعيل، ثنا أيوب، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عمر:

رجلٌ قذف امرأته، قال: فرَّقَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين أََخَوَيْ بني العجلان وقال: "اللّه يعلم أنَّ أحدكما كاذبٌ، فهل منكما تائبٌ؟" يردّدها ثلاث مرات فأبيا، ففرَّق بينهما.

2259ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر:

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

620