عنوان الكتاب: علاج الذنوب

أنّه إذا جاء لَم يؤخّرك فكيف تؤخّر التوبة؟! وكيف تترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف؟! أيها المسلمون توبوا إلى الله تعالى توبة نصوحاً، من قبل أن يأتي أحدكم الموت وإذا بقي من عمركم ساعة لا تستأخرون عنها طرفة عين فيبدو من الأسف والحسرة وقال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ یٰۤاَیُّہَا الَّذِیۡنَ اٰمَنُوۡا لَا تُلْہِکُمْ اَمْوٰلُکُمْ وَ لَاۤ اَوْلٰدُکُمْ عَنۡ ذِکْرِ اللہِۚ وَ مَنۡ یَّفْعَلْ ذٰلِکَ فَاُولٰٓئِکَ ہُمُ الْخٰسِرُوۡنَ ﴿۹﴾ وَ اَنۡفِقُوۡا مِنۡ مَّا رَزَقْنٰکُمۡ مِّنۡ قَبْلِ اَنۡ یَّاۡتِیَ اَحَدَکُمُ الْمَوْتُ فَیَقُوۡلَ رَبِّ لَوْ لَاۤ اَخَّرْتَنِیۡۤ اِلٰۤی اَجَلٍ قَرِیۡبٍ ۙ فَاَصَّدَّقَ وَ اَکُنۡ مِّنَ الصّٰلِحِیۡنَ﴿۱۰ [المنافقون: ٦٣/٩-١٠].

لا تجد مهلة

أيها المسلمون! إنّ الإنسان الآن قد يكون ساهياً سادراً في حياته ولكنه سينتبه ويستيقظ عند مماته، عند مفارقته دنياه وأهله وماله وسيتمنّى حين لا ينفعه التمني وسيقول: يا ربّ لو لا أخرتَنِي إلى أجل قريب فأصدّق وأكن من الصالحين فإنّك إن أخَّرتَنِي فأتصدّق بزكاة مالي وأعمل بطاعتك وأؤدّي فرائضك وأجتنب محارمك وأعفي اللحية وألبس العمامة وأسافر في سبيل الله مع الإخوة الدعاة إلى البرّ؛ وما علمتُ أنّ الموت يأتي بغتةً، أو أموت بسبب الحادثة العظيمة أو أموت قبل الشباب، وإن علمتُ ذلك فأتزوّد صالحاً لنفسي ولكن عند ذلك لا ينفعه الأسف والندم وإنما ينفعه طاعة الله تعالى.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30