يَعْنِي: الإيْمَان بالله تعالى والتَّصْدِيْق بأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه ورَسُوْلُه وهو خَاتَمُ النَّبِيِّيْنَ وتَعْظِيْمُه وحُبُّه حُبًّا شَدِيْدًا، وعَدَمُ الإنكَارِ لِشَيْءٍ مِن ضَرُوْرِيَّاتِ الدِّيْنِ، والْحَذَرُ عَنْ إسَاءَةٍ في حَقِّ الله تعالى ورَسُوْلِه، وعَدَمُ تَنَقُّصِ الصَّحَابَةِ رضي الله تعالى عنهم.
[٤]: إنّ عُلَمَاءَ الدِّيْنِ هُمْ خِيَارُ النَّاسِ، وأَفْضَلُهُمْ مِنْ حَيْثُ الْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ، وأَجْرُ الْعالِمِ أَعْظَمُ مِنْ أَجْرِ الْعَابِدِ، لِمَا رُوِيَ عَنْ سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله تعالى عنهما: «رَكْعَةٌ مِنْ عالِمٍ بالله خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ مِنْ مُتَجَاهِلٍ بالله»[1]. فالوَاجِبُ على الْمُسْلِمِ عَدَمُ الْمُخَالَفَةِ لِعُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ والْحِرْصُ على التَّأَدُّبِ مَعَهُمْ وتَوْقِيْرِهم، وعلى الْمُسْلِمِ أن لا يَحْتَقِرَهم، ولا يُطْلِقَ لِسَانَه فِيْهِم بالثَّلْبِ، ولا يَلْمِزَهُمْ، يقول سَيِّدُنَا أَبُو الْحَفْصِ الْكَبِيْرُ رحمه الله تعالى: «مَنِ اغْتَابَ فَقِيْهًا جاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوْبًا على وَجْهِه هذا آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ الله»[2].