وما يحترز به عن الأوّل علم المعاني، وما يحترز به عن التعقيد المعنويّ علم البيان، وما يعرف به وجوه التحسين علم البديع, وكثير يسمّي الجميع علمَ البيان, وبعضهم يسمّي الأوّل علمَ المعاني والأخيرين علمَ البيان والثلاثةَ علمَ البديع.
الفن الأول علم المعاني
وهو علم يعرف به أحوال اللفظ العربيّ التي بها يطابق مقتضَى الحال, وينحصر في ثمانية أبواب أحوالُ الإسناد الخبري, أحوالُ المسند إليه, أحوالُ المسند, أحوالُ متعلِّقات الفعل, القصرُ, الإنشاءُ, الفصلُ والوصل, الإيجازُ والإطناب والمُساواة؛ لأنّ الكلام إمّا خبر أو إنشاء لأنه إن كان لنسبته.........
(وما) أي: والعلم الذي (يحترز به عن الأوّل) أي: عن الخطأ في تأدية المعنى المراد الزائد هو (علم المعاني، وما) أي: والعلم الذي (يحترز به عن التعقيد المعنويّ) هو (علم البيان) ثمّ احتاجوا لمعرفة توابع البلاغة إلى عِلم آخر فوضعوا لها علم البديع وإليه أشار بقوله: (وما) أي: والعلم الذي (يعرف به وجوه التحسين) أي: طرق تحسين الكلام هو (علم البديع) ولمّا كان كتاب "تلخيص المفتاح" في علم البلاغةِ وتوابعِها انحصر مقصوده في فنون ثلاثة (وكثير) من أهل الفنّ (يسمّي الجميع) أي: جميع هذه العلوم (علمَ البيان) لتعلّقها جميعًا بالبيان وهو المنطق الفصيح المُعرِب عمّا في الضمير (وبعضهم يسمّي الأوّل) أي: علمَ المعاني (علمَ المعاني) لتعلّقها بالمعاني (و) يسمّي (الأخيرين) أي: البيانَ والبديعَ (علمَ البيان) تغليبًا للبيان المتبوع على البديع التابع (و) بعضهم يسمّي العلوم (الثلاثةَ علمَ البديع) لأنّ البديع هو الشيء الذي يستحسن لغرابتِه وعدمِ وجودِ مثالِه من جنسه وهذه العلوم كذلك (الفن الأول علم المعاني وهو علم) أي: قواعد (يعرف به أحوال اللفظ العربيّ) من التنكير والتعريف والوصل والفصل والإيجاز والإطناب والمساواة إلى غير ذلك (التي بها) أي: بتلك الأحوال (يطابق) اللفظ (مقتضَى الحال) فيه احتراز عن الأحوال التي ليست على هذه الصفة من الإعلال والإدغام والرفع والنصب والتجنيس والترصيع إلى غير ذلك (وينحصر) قواعد المعاني (في ثمانية أبواب) انحصارَ الكلّ في الأجزاء (أحوالُ الإسناد الخبري, أحوالُ المسند إليه, أحوالُ المسند, أحوالُ متعلِّقات الفعل, القصرُ, الإنشاءُ, الفصلُ والوصل, الإيجازُ والإطناب والمُساواة) وإنما انحصر المعاني في هذه الأبواب (لأنّ الكلام إمّا خبر أو إنشاء) أي: إمّا خبريّ أو إنشائيّ (لأنه) أي: الكلام (إن كان لنسبته) التامّةِ بين المسند