وقَبِلَه السكّاكيُّ مطلقًا, ورَدَّه غيرُه مطلقًا, والحقّ أنه إنْ تضمّن اعتبارًا لطيفًا قُبِلَ كقوله: وَمَهْمَةٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجَاؤُهُ * كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ أي: لونها، وإلاّ رُدّ كقوله: ½كَمَا طَيَّنْتَ بِالْفَدَنِ السَيَاعَا¼.
أحوال المسند
أمّا تركه فلما مرّ........................................
لأنّ المعروض عليه يجب أن يكون ذا شعور كي يميل للمعروض أو يحجم عنه, ومن نظائره ½أدخلت الخاتم في الأصبع¼ (وقَبِلَه) أي: القلبَ (السكّاكيُّ) لأنّ القلب يحوّج إلى التنبّه للأصل وذلك ممّا يورِث الكلامَ ملاحةً (مطلقًا) أي: سواء تضمّن القلب اعتبارًا لطيـفًا أو لا (ورَدَّه غيرُه) أي: غيرُ السكّاكيّ لأنّ في القلبِ قلبَ مطلوب القلبِ (مطلقًا) أي: سواء تضمّن اعتبارًا لطيفًا أو لا (والحقّ أنه) أي: القلبَ (إن تضمّن اعتبارًا لطيفًا) كالمبالَغة وغيرها (قُبِلَ كقوله) أي: قول رؤبة بن العجاج (وَ) ربّ (مَهْمَةٍ) أي: مفازة (مُغْبَرَّةٍ) أي: مملوءة بالغبرة (أَرْجَاؤُهُ) جمع ½رجا¼ أي: أطرافُه (كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ) في الغبرة (سَمَاؤُهُ) أي: ½لونُ سمائِه¼ وإليه أشار بقوله (أي: لونها) فشبّه لون أرض مهمة بلون سمائه, والأصل ½كأنّ لون سمائه لون أرضه¼ أعني: الأصل تشبيه لون السماء بلون الأرض لأنّ لون الأرض أصل في الغبرة, والاعتبار اللطيف في هذا التشبيه المقلوب المبالغةُ في وصف لون السماء بالغبرة كأنه صار بمنزلة الأصل فيها (وإلاّ) أي: وإن لم يتضمّن القلب اعتبارًا لطيفًا (رُدّ) لأنه عدول عن الظاهر بلا نكتة (كقوله) أي: قول القطامي عمرو بن سليم الثعلبي يصف الناقة في السِمَن: ½فَلَمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عَلَيْهَا * (كَمَا طَيَّنْتَ بِالْفَدَنِ) أي: بالقصر (السَيَاعَا¼) أي: الطين المخلوط بالتبن, فيه تشبيه الناقةِ بالفدن والسِمنِ بالسَياع, وأصله ½كما طيّنتَ بِالسَياع الفَدَن¼, وليس في القلب هنا معنى لطيف, ومن خلاف مقتضى الظاهر الانتقال من خطاب الواحد أو الاثنين أو الجمع لخطاب الآخر وهو ستة أقسام كقوله تعالى: ﴿ قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِتَلۡفِتَنَا عَمَّا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ [يونس:٧٨] و﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ ﴾ [الطلاق:١] و﴿قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَٰمُوسَىٰ﴾ [طه:٤٩] و﴿ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةٗ﴾ [يونس:٨٧] و﴿ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [يونس:٨٧] و﴿ يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ إلى قـولـه تـعـالى: ﴿ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن:٣٣-٣٤] (أحوال المسند) أي: الأمور العارضة له كالترك والذكر ونحوهما (أمّا تركه) أي: حذف المسند (فـ) هو (لما مرّ) أي: لنِكاتٍ ولطائفَ مرّ ذكرها في حذف