إنَّ الأساس الذي بنيتْ عليه البلاغةُ هو أولاً دراسة القرآن الكريم في التعبير ومقابلتِها بأساليب البلغاءِ وكذلك السُّنة النبوية ثانياً لتوضيح كلامِ أبلغِ الخلق صلى الله عليه وسلم، ثم انتقلتْ للكلام عن بلاغة الشِّعر خاصةً والنثر عامةً في كلام العربِ الأقحاحِ.
أساس علم البلاغة
يقومُ علم البلاغة على أساسين هما:
الذوقُ الفطريُّ الذي هو المرجعُ الأول في الحكم على الفنون الأدبية، فيجدُ القارئ أو السامع في بعض الأساليب من جرسِ الكلمات وحلاوتها والتئام التراكيب وحسنِ رصفها وقوّةِ المعاني وسموِّ الخيالِ ما لا يجدُ في بعضها الآخر، فيفضلُ الأولى على الثانية.
والبصيرةُ النفَّاذةُ والعقلُ القادر على المفاضلة والموازنة والتعليلِ وصحةِ المقدمات، لتبنَى عليها أحكامٌ يطمئنُ العقل إلى جدارتِها، ويسلِّمُ بصحَّتِها.
نشأة علمِ البلاغة
هناك اختلافٌ كبير في هذا الصدد؛ فمنهم من يقولُ: واضعُ علم البلاغة هو الجاحظُ المتوفى٢٥٥ﻫ, وخاصة في كتابه القيِّمِ "البيانُ والتبيينُ"، وقيل: هو الجرجاني المتوفى٤٧١ﻫ بكتابيه "دلائل الإعجازِ" و"أساس البلاغة" وقيل: هو ابن المعتزِّ المتوفى٢٩٦ﻫ بكتابه "البديع"، وقيل: السكاكيُّ بكتابه "المفتاح".
الغايةُمن البلاغة
تأديةُ المعنى الجميل واضحاً بعبارةٍ صحيحة فصيحةٍ لها في النفس أثرٌ ساحرٌ مع ملائمة كلِّ كلامٍ للموطنِ الذي يقال فيه والأشخاص الذين يُخاطَبون.