عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

تعالى وسلم عليه وعلى آله وصحبه ذوي الجلالة.

وإيّاك ثمّ إيّاك أن تزول بك قدماك فتقع في مهاوي الهلاك والله يتولّى هداي وهداك وإذ المرام صعب الملتقى والجبل وعر المرتقى فألخّص لك حرفاً منتقى تفرق به بين النَّقاة§ والنُّقى فأحسن ما يُحلّ في المحلّ عقدة الجهل هو الحبيب العادي على العدوّ أبي جهل إذ تجلّى له جبريل في صورة فحل فكأنّ الناس من اللاحقين ومن سبق افترقوا فيه على أربع فِرق:

[بيان المذاهب في صورة جبريل]

فرقة زعمت أن ليس جبريل إلاّ فحلاً عضوضاً له ذنب وسنام وقوائم أربع وهامة ضخمة من أكبر الهام ولا وجود لجبريل قبل هذا. [1] وهؤلاء هم المعتزلة والكرامية والرافضة الخبيثة قالوا: ليس القرآن إلاّ هذه الأصوات والنقوش الحديثة.

وأخرى زعمت أنّ جبريل ملك مقرّب للرحمن وله هذه الصورة الجميلة مذ كان فلم يزل جملاً ولا يزال فحلاً، وهؤلاء هم جهلة المتأخرين ممّن قالوا: إنّ هذه الأصوات والنقوش هي القرآن العزيز وهي قديمة سرمديّة أزليّة أبديّة.


 



§      النقاة –بالفتح-: ما يرمي من الطعام إذا نقّي، وقيل: نقاة كلّ شيء رديئه إلاّ التمر فنقاته خياره، اﻫ منه [رحمه الله تعالى].

["لسان العرب", باب النون, تحت اللفظ: نقا, ٢/٤٠١١, بتصرف]

[1]       سقط هنا من الأصل قدر كلمة أو كلمتين، ١٢ محمد أحمد.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84