عنوان الكتاب: كيف نقضي شهر رمضان المبارك؟

وكان سيدنا إبراهيمُ بنُ أدهَمَ رحمه الله تعالى فِي شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارك يَحْصُدُ الزَّرْعَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَمَكَثَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا لَا يَنَامُ بِاللَّيْلِ وَلَا بِالنَّهَارِ[1].

أيّها الإخوة الأكارم! قد لاحظتم كيف أنّ سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى كانوا ينشغلون في العبادة ريثما يحلُّ عليهم شهر رمضان المبارك!؟ وكانوا يَصرفون معظم أوقاتهم في تلاوة القرآن الكريم، فنجد البعض منهم كانوا يختمون القرآن الكريم يوميًّا، والبعض الآخر في يومين أو ثلاثة أيّام، وكانوا في النّهار يشتغلون في أعمالهم المعيشية بجهدٍ ومشقّةٍ، واللّيل كانوا يقضونه في النّوافل، ولم يكونوا يرتاحون شهرًا كاملًا.

وهذا شيخنا الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى لم يكن يخصُّ شهر رمضان المبارك فقط للعبادة، وإنّما كان ينشغلُ في العبادة والطاعة على مدار العالَم.

قال سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى: مكثتُ خمس عشرة سنة أُصلّي العِشاء، ثمّ أستفتِحُ القرآن وأنا واقفٌ على رِجلٍ واحدةٍ ويدي في وتدٍ مضروبٍ في حائطٍ خوف النّوم، حتّى أنتهي إلى آخر القرآن عند السحر[2].


 

 



[1] "حلية الأولياء"، إبراهيم بن أدهم، ٧/٤٣٥، (١١١١٧).

[2] "بهجة الأسرار"، ذكر فصول من كلامه مرصعًا بشيءٍ من عجائب...إلخ، ص ١١٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31