عنوان الكتاب: كيف نقضي شهر رمضان المبارك؟

فقال سيدنا عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما: هَلُمَّ يَا رَاعِي الغنم! هَلُمَّ، فَأَصِبْ مِنْ هَذِهِ السُّفْرَةِ.

فَقَالَ لَهُ: إِنِّي صَائِمٌ.

فقال سيدنا عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما: أَتَصُومُ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ سُمُومُهُ، وَأَنْتَ فِي هَذِهِ الْجِبَالِ تَرْعَى هَذَا الْغَنَمَ؟

فَقَالَ لَهُ: أَيْ وَاللهِ! أُبَادِرُ أَيَّامِي الْخَالِيَة.

فَقَالَ لَهُ سيدنا عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما، وَهُوَ يُرِيدُ يَخْتَبِرُ وَرَعَهُ: فَهَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنَا شَاةً مِنْ غَنَمِكَ هَذِهِ فَنُعْطِيكَ ثَمَنَهَا وَنُعْطِيكَ مِنْ لَحْمِهَا فَتُفْطِرَ عَلَيْهِ؟

فقال: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِي بِغَنَمٍ، إِنَّهَا غَنَمُ سَيِّدِي.

فقال لَهُ سيدنا عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما: فَمَا عَسَى سَيِّدُكَ فَاعِلًا إِذَا فَقَدَهَا، فَقُلْتَ: أَكَلَهَا الذِّئْبُ؟

فَوَلَّى الرَّاعِي عَنْهُ، وَهُوَ رَافِعٌ أُصْبُعَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: أَيْنَ اللهُ؟

فَلَمَّا قَدِمَ سيدنا ابن عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى مَوْلَاهُ فَاشْتَرَى مِنْهُ الغَنَمَ وَالرَّاعِي، فَأَعْتَقَ الرَّاعِيَ وَوَهَبَ لَهُ الْغَنَمَ[1].

سبحان الله! لقد شاهدنا قوّة إيمان الراعي بالله تعالى! عندما أراد سيدنا عبدَ الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنْ يمتحنه بعرضِ المالِ


 

 



[1] "شعب الإيمان"، باب في الأمانات ووجوب أدائها...إلخ، ٤/٣٢٩، (٥٢٩١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31