عنوان الكتاب: عشّاق تلاوة القرآن الكريم

صاحب القرآن حيّ في قبره

رُوي أنّ سيدنا ثابت البناني رحمه الله تعالى كان مِن الأتقياء والأصفياء، وكان رحمه الله تعالى يَقرَأُ القُرآنَ في يَومٍ وَلَيلَةٍ، وَيَصُومُ الدَّهرَ [1] .

وكان مِن شمائله الحميدة وخصاله المجيدة: أنّه لا يمرّ بمسجدٍ إلّا دخل فيه وصلّى ركعتين، وقد قال رحمه الله تعالى: مَا تَرَكْتُ فِي مَسْجِدِ الجَامِعِ سَارِيَةً، إِلَّا وَقَد خَتَمتُ القُرآنَ عِندَهَا وَبَكَيتُ عِندَهَا [2] .

وكان رحمه الله تعالى يحرص على الصلاة وتلاوة القرآن الكريم، وقد أكرمه الله تعالى بما يغبط عليه.

فقد رُوي عن شيبان بن جِسرٍ، عن أبيه رحمها الله تعالى قال: أَنَا وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَدخَلتُ سيدنا ثابتًا البُناني رحمه الله تعالى لَحْدَهُ وَمَعِيَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ -أَوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ-، فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ اللَّبِنَ سَقَطَتْ لَبِنَةٌ، فَإِذَا أَنَا بِهِ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ، فَقُلْتُ لِلَّذِي مَعِي: أَلَا تَرَى؟

قال: اسْكُتْ.

فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ وَفَرَغْنَا أَتَيْنَا ابْنَتَهُ فَقُلْنَا لَهَا: مَا كَانَ عَمَلُ أَبِيكَ ثَابِتٍ البُنَاني؟

فَقَالَتْ: وَمَا رَأَيْتُمْ؟


 

 



[1] "حلية الأولياء"، ثابت البناني، ٢/٣٦٤، (٢٥٧٥).

[2] "حلية الأولياء"، ثابت البناني، ٢/٣٦٤، (٢٥٧٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34