عنوان الكتاب: مناقب سيد الشهداء سيدنا حمزة رضي الله عنه

مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٖ مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ]الأنعام: ١٢٢[.

قال سيدنا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: إنّ أبا جهل رمى النبي ﷺ بفرث وحمزة يومئذٍ لم يؤمن، فأُخبِر حمزة رضي الله عنه بذلك عند قدومه مِن صيد له والقوس بيده، فعمد إلى أبي جهلٍ وتوخاه بالقوس وجعل يضرب رأسه.

فقال أبو جهل: أما ترى ما جاء به؟ سفه عقولنا وسبّ آلهتنا.

فقال سيدنا حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه: أنتم أسفه النّاس، تعبدون الحجارة مِن دون الله، أشهد أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، فنزلت هذه الآية الكريمة[1].

المعنى الحقيقي للحياة

أيها الأحبّة الأكارم! قد ذُكِرَتْ فلسفة الحياة في هذه الآية الكريمة، إذ تسمّى الحركة حياة عادة، فالذي يتنفّس ويتكلّم ويسمع ويمشي يسمّى حيًّا، ولكن قد وصف القرآن معنى آخر لكلمة: الحياة في هذا المكان، وهو أنّ الشخص قد تجاوز عمره أربعين عامًا، وهو يمشي ويأكل ويشرب ويصطاد ولكن رغم ذلك وصفه الله بالميّت، فقال سبحانه وتعالى: ﴿أَوَمَن كَانَ مَيۡتٗا﴾، ثمّ لَمَّا أسلم رضي الله عنه وأضاء قلبه بنور الإيمان، قال الله تعالى: ﴿فَأَحۡيَيۡنَٰهُ﴾، ومِنْ هنا تبيّن لنا أنّ الحياة الحقيقيّة هي حياة


 

 



[1] "تفسير روح البيان"، ٥/١٣٤، ]الأنعام: ١٢٢[.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

35