عنوان الكتاب: مناقب سيد الشهداء سيدنا حمزة رضي الله عنه

فقلتُ لها: أين هو؟

فقالتْ: انظره في مؤخّر الحرم.

فذهبتُ إليه، فلمّا أقبلتُ عليه رأيتُه رجلًا ذا لحيةٍ بيضاء مهابًا، فقال: مرحبًا بالشيخ أحمد.

فقبّلتُ يده فقال لي: سافِرْ إلى مصر.

فقلتُ: يا سيّدي! مع مَنْ أسافرُ؟

فقال: قمْ معي حتّى أستأجرَ لك مع رجل، فذهبتُ معه إلى أنْ وصلنا المناخة محطّ الحجّ المصري بالمدينة.

فدخل خباء لبعض أهل مصر ودخلتُ معه، فلمّا سلَّم على صاحب الخباء قام له وقبّل يديه وبالغَ في إكرامه فقال له: مرادي تأخذ الشيخ أحمد ووالدته معك إلى مصر.

وكانت الجمال في تلك السنة غزيزة لكثرة الموت بها والكراء متعسّر.

فامتثل أمره فقال له: كم تحسب عليه؟

فقال: يا سيّدي! مهما تريد.

فقال: كذا وكذا، فأجاب بالقبول لذلك ودفع غالب الكراء مِن عنده وقال لي: قمْ واذْهَبْ وهات والدتك ومتاعك.

فقمتُ وهو جالسٌ عنده وأتيتُ بهما، وشرط عليه أنْ أدفع إليه بقيةَ الكراء بعد وصولنا إلى المصر.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

35