عنوان الكتاب: فضائل سورة الفاتحة وأسرارها

ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ ﱑ[الإسراء: ٨٢]، ولكن سورة الفاتحة سمّيَتْ بسورة الشفاء؛ كما قال الحبيب المصطفى ﷺ: «فِي فَاتِحَةِ الكِتَابِ: شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ»[1].

صلوا على الحبيب!           صلى الله على سيدنا محمد

تحصّل الرقيّة بسورة الفاتحة

روي عن سيدنا أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ.

فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ.

فقال بعضهم: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ.

فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ! إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لا يَنْفَعُهُ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟

فقال بعضهم: نَعَمْ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ على قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ.


 

 



[1] "سنن الدارمي"، كتاب فضائل القرآن الكريم، باب فضل فاتحة الكتاب، ٢/٥٣٨، (٣٣٧٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

35