عنوان الكتاب: فضائل سورة الفاتحة وأسرارها

المضمون الهامّ لسورة الفاتحة

أيها الإخوة الأكارم! في الحقيقة لا يمكن لأمثالنا فهمُ علوم سورة الفاتحة كلّها ولا ذكرها للنّاس.

فقد جاء في كتاب: "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور": أنّ الغرض الّذي سبقتْ له سورة الفاتحة: وهو إثبات استحقاق الله تعالى لجميع المحامد وصفات الكمال، واختصاصه بملك الدنيا والآخرة، وباستحقاق العبادة والاستعانة، بالسّؤال في المنّ بإلزام صراط الفائزين والإنقاذ مِن طريق الهالكين مختصًّا بذلك كلّه، ومدار ذلك كلّه مراقبة العباد لربّهم[1]، هذا هو المضمونُ الهامُّ لسورة الفاتحة، ويمكن القولُ إنّ الأمر الأساسي الّذي أُمِرنا بذلك وهو "المراقبة".

معنى المراقبة ومفهومُها

أيها الأحبّة الكرام! المراقبة هي العلاقة بين العبد وربّه تعالى، وهي معرفة العبدِ أنّ اللهَ سبحانه وتعالى مُطَّلِعٌ عليه، ينظر إليه ويرى جميع أفعاله وأعماله، يعلم ظاهره وباطنه وكُلَّ ما يَخطُرُ على قلبه، قال العلّامة السيّد الشريف الجرجاني رحمه الله في كتابه "التعريفات": المراقبة: استدامة علم العبد باطّلاع الربِّ عليه في جميع أحواله[2].


 

 



[1] "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" للبقاعي، سورة الفاتحة، ١/٢٠-٢١.

[2] "التعريفات" للجرجاني، باب الميم، ص ١٤٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

35