يشترط للمراقبة أنْ يعرفَ العَبْدُ ربَّه معرفةً صحيحةً، وكذا يكون لديه معلومات كافية لصفاته وعظمته عزّ وجلّ.
ولقد ذكر الله تعالى بعض صفاته في بداية سورة الفاتحة، فقال تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٢ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ٣﴾ [الفاتحة: ١-٣] أي: هو الذي يستحقُّ الثناءَ عليه، منزَّهٌ عن كلِّ نقصٍ وعيبٍ، مُتَّصِفٌ بِصِفَاتِ الكمال، ربٌّ لجميع الأكوان، يَرْزُقُ كلَّ مَنْ يمشي على الأرض ولو حشرةً صغيرةً في الحجر أو حيوانًا ضخمًا؛ كالفيل، فالله سبحانه وتعالى هو ربّ العالمين، وهو الرحمن الرحيم، وربٌّ حقيقي وهو مالكٌ ليوم القيامة، هذه هي المعرفة الحقيقيّة للربّ الحقيقي.
(٢) معرفة النفس: الأمر الثاني والغاية في الأهمية للمراقبة هو "معرفةُ النفس"؛ لأنّ الشخصَ الذي لا يعرف نفسَه فهو يقع في العُجب، فلا يستطيع العبدُ أنْ يتّصل إلى ربّه اتّصالًا حقيقيًّا ما لم يعرف نفسَه، والسؤال الآن كيف تكون معرفة الإنسان لنفسه؟
جوابُه: أنّ الإنسانَ عاجزٌ وضعيفٌ ومحتاجٌ، فللرُّؤية نحتاجُ إلى العين، وللسمع نحتاج إلى الأذن، ولمسّ الشيء نحتاج إلى اليد، وللكلام نحتاجُ إلى اللّسان، وللتفكير نحتاج إلى العقل.
والحاصل! أنّنا نحتاج إلى الأشياء في كلِّ عملٍ صغيرًا كان أو كبيرًا، عندما يعلم الإنسانُ أنّه محتاج في جميع الأحوال والأوقات، وأنّ الله