عنوان الكتاب: فضائل سورة الفاتحة وأسرارها

(١) أحدهما: اعتبار تكلُّم الله بها.

(٢) والثاني: اعتبار ما تضمّنته مِن المعاني، فما تضمَّن التوحيد والتنزيه أعظم ممّا تضمَّن الإخبار عن الأُمم أو ذكر أبي لهبٍ ونحو ذلك[1].

لا يوجد في القرآن مثل سورة الفاتحة

رُوي عن سيدنا أبي زيدٍ رضي الله عنه قال: كُنْتُ مع الحبيب المصطفى ﷺ فِي بَعْضِ فِجَاجِ الْمَدِينَةِ، فَسَمِعَ رَجُلًا يَتَهَجَّدُ وَيَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فقام رسولُ الله ﷺ فَاسْتَمَعَ حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ قال: «مَا فِي الْقُرْآنِ مِثْلُهَا»[2].

أيها الأحبّة الكرام! سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم، وهي سورة موجزة مشتملة على سبع آياتٍ بالاتّفاق إلّا أنّ منهم مَن عدّ التسمية دون ﴿أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ﴾، ومنهم مَن عكس، وسورة الفاتحة هي مشتملة على سبعٍ وعشرون كلمةً ومائة وأربعون حرفًا.

واختلف العلماء في نزولها، فقال أكثر العلماء: إنّها نزلت بمكّة.

وقال الإمام مجاهد رحمه الله: إنّها نزلت بالمدينة، وقيل: إنّها نزلت مرّتين: مرّة بمكّة ومرّة بالمدينة[3].


 

 



[1] "تفسير الفاتحة" لابن رجب، الفصل الرابع في فضائلها وخصائصها، ص ٣٧-٣٨، بتصرفٍ.

[2] "المعجم الأوسط"، من اسمه إبراهيم، ٢/١٥٨، (٢٨٦٦).

[3] "تفسير البيضاوي"، ١/١٧، و"تفسير الخازن"، ١/١٢، بتصرف.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

35