عنوان الكتاب: احترام المسلم وتوقيره

وروي عن سيدنا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما أنّه قال: إِذَا أَرَدْتَّ أَنْ تَذْكُرَ عُيُوبَ صَاحِبَكَ فَاذْكُرْ عُيُوبَكَ[1].

نسأل الله تعالى أنْ يجنبّنا تتبّع عورات وعيوب إخوتنا المؤمنين، وأنْ يشغّلنا بعيوب أنفسنا والسّعي لإصلاحها، آمين بجاه خاتم النبيّين ﷺ.

(٥) الحذر مِن الغيبة

أيها الإخوة الأعزّاء! الأدب السادس مِن آداب الحياة الاجتماعيّة هو الحذر مِنْ غيبة المسلم، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن المجيد: ﴿لَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ ١٢[الحجرات: ١٢].

ما هي الغيبة؟

قال العلامة السيّد الشريف الجرجاني رحمه الله: الغِيبَةُ أنْ تذكر أخاك (مِن ورائه) بما يكرهه،

فإنْ كان فيه فقد اغتبتَه، وإنْ لم يكن فيه فقد بَهَتَّه، أي: قلتَ عليه ما لم يفعله[2].

على سبيل المثال: قول أحدهم عن الآخر بعد قيامه مِن المجلس: أحسن! قد ذهب، تخلّصنا منه، هو شاطر، يضحك بصوتٍ عالٍ: ها ها ها،


 

 



[1] "شعب الإيمان"، باب في تحريم أعراض الناس، ٥/٣١١، (٦٧٥٨).

[2] "التعريفات"، باب الغين، ص ١١٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37