عنوان الكتاب: فضائل رمضان

عبادِه»[1]. ثم قال: لا يَحْقِرَنَّ مسلم شيئاً من الخيرِ فلعَلَّ رضا الله فيه ولا يَحْقِرَنّ شيئاً من الشرّ، فلَعلَّ غضبَه فيه كتَخلِيل الأسنان بالعُود، أوْ مَسْحِ اليَد بالتُّراب، بغير إذْن صاحِبِه، ولو كان هذا يسيراً في الظاهر، فرُبَّما يكون فيه غضَبُ الله عزّ وجلّ[2].

يا طالب الرحمة:

إنّ الله تعالى إن شاء عفَا، وغفَر بحسنة يسيرة، كما وردَت بذلك الأحاديثُ، منها ما ورَد في الحديث:

«بَيْنَما كَلْبٌ يُطِيْفُ بِرَكِيَّةٍ، كادَ يَقْتُلُه الْعَطَشُ، إذْ رأَتْه بغِيٌّ من بَغَايَا بني إسرائيل، فنَزَعَتْ مُوْقَها، فسَقَتْه، فغُفِرَ لها به»[3].

وجاء في الحديث: يقول سيدُ الكائنات، رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم:

«بَيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيْقٍ، وجَد غُصْنَ شَوْكٍ على الطَّرِيْق فأخَّرَه فشَكَر اللهُ له، فغَفَر له»[4].


 



[1] ذكره الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسنين البيهقي (ت٤٥٨هـ) في "الزهد الكبير"، صـ٢٩٠، (٧٥٩)، وأحمد بن علي الأنصاري (ت٩٧٣هـ) في "تنبيه المغترين"، صـ٥١، وأبو يوسف محمد شريف المحدث في "أخلاق الصالحين"، صـ٦٠.

[2] ذكره أحمد بن علي الأنصاري في "تنبيه المغترين"، صـ٥١، وأبو يوسف محمد شريف المحدث في "أخلاق الصالحين"، صـ٦٠.

[3] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، ٢/٤٦٦، (٣٤٦٧).

[4] أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب الإمارة، باب بيان الشهداء، صـ١٠٦٠، (١٩١٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

59