عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وليت للتمني وأجاز الفراء ليت زيدا قائما ولعل للترجي وشذ الجر بها الحروف العاطفة وهي الواو والفاء وثم وحتى وأو وإما وأم ولا وبل ولكن فالأربعة الأول للجمع فالواو للجمع مطلقا لا ترتيب فيها

كانت ½لكن¼ مخفّفة أو مشدّدة, وهذه الواو إمّا لعطف الجملة على الجملة وإمّا اعتراضية نحو ½جاء زيد ولكنّ عمرواً لم يجيء¼ أو ½ولكنْ عمرو لم يجيء¼ (و½ليت¼) ويقال ½لتّ¼ بإبدال الياء تاءً وإدغامها في التاء (للتمنّي) وهو محبّة حصول الشيء سواء كان مترقّب الحصول أو لا, فتستعمل في الممكن المترقّب نحو ½ليت زيداً يفوز¼, وغيرِ المترقّب نحو ½ليت زيداً يجد جبلاً من ذهب¼, وفي المحال نحو ½ليت الشباب يعود¼ (وأجاز الفرّاء) قولك (½ليت زيداً قائماً¼) بنصب الجزئين على أنّ ½ليت¼ بمعنى ½أتمنّى¼ فالجزءان منصوبان بمعنى ½ليت¼, وأجاز الكسائي نصب الجزء الثاني بـ½كان¼ المقدّرة (و½لعلّ¼ للترجّي) وهو توقّع أمر محبوب أو مكروه نحو ½لعلّ زيداً ناجح¼ و½لعلّ المريض يموت¼, قال الله تعالى ﴿لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة:٣٥] وقال تعالى ﴿لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٞ﴾ [الشورى:١٧] (وشذّ الجرّ بها) أي: بكلمة ½لعلّ¼ كما جاء في اللغة العُقَيليّة نحو قول الشاعر ÷ لَعَلَّ أَبِي الْمِغْوَارِ مِنْكَ قَرِيْبُ ÷ ولمّا فرغ من بيان الحروف المشبّهة شرع في الحروف العاطفة فقال (الحروف العاطفة وهي الواو والفاء و½ثُمّ¼) وقد تلحقها التاء فتختصّ بعطف الجمل نحو ÷ فَمَضَيْتُ ثُمَّهْ قُلْتُ لاَ يَعْنِيْنِيْ ÷ (و½حتّى¼ و½أو¼ و½إمّا¼) بكسر الهمزة (و½أمْ¼ و½لا¼ و½بل¼ و½لكنْ¼) بالتخفيف, وهذه الحروف العشرة بعد اشتراكها في التشريك على ثلاثة أقسام باعتبار حصول حكم قسم يثبت به الحكم للتابع والمتبوع جميعاً, وهي الواو والفاء و½ثمّ¼ و½حتّى¼, وقسم يثبت به الحكم لأحدهما لابعينه, وهو ½أو¼ و½إمّا¼ و½أمْ¼, وقسم يثبت به الحكم لأحدهما بعينه, وهي ½لا¼ و½بل¼ و½لكن¼, ثمّ إنّ آحاد كل قسم تفترق باختصاص كل منها بمعنى لا يوجد في الآخر, وإلى هذا التفصيل أشار بقوله (فـ) الحروف (الأربعة الأُوَل) أي: الواو والفاء و½ثـمّ¼ و½حتّى¼ (للجمع) بين المفردين في كونهما مسندين نحو ½زيد كريم وعالم¼ أو مسند إليهما نحو ½زيد وبكر شاعران¼ أو مفعولين نحو ½ضربت زيداً وبكراً¼ أو حالين نحو ½جاء زيد راكباً ومتكلِّماً¼ إلى غير ذلك, وبين الجملتين في حصول مضمونهما نحو ½جاء زيد وذهب بكر¼, وإذا دخل عليه النفي أفاد نفي المجموع إمّا بانتفاء جزئيه أو بانتفاء أحدهما, وإذا قصد التنصيص على انتفاء الجزئين جيء بـ½لا¼ الزائدةِ بعد الواو نحو ½ما جاءني زيد ولا عمرو¼ (فالواو للجمع مطلقاً لا ترتيب فيها) أي: لا يفهم في الواو الترتيب بين المعطوف والمعطوف عليه ولا عدمُه, فتعطف الشيء بها على مصاحبه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257