عنوان الكتاب: صفات التاجر الناجح

التجارة وأسلوب الصحابة الكرام رضي الله عنهم

أيها الإخوة! عندما ننظر إلى الحياة المباركة للصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم فإنّنا لا نجد إلّا التقوى وطلب رضا الله جلّ وعلا حيث قال سيدنا قتادة رضي الله تعالى عنه: كان القوم (أصحاب الرسول ) يَتّجِرون ولكنّهم كانوا إذا نابَهم حقٌّ مِن حقوق الله، لم تُلهِهِم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله، حتّى يُؤَدُّوه إلى الله[1].

وإليهم أشار الله في كلامه المجيد بقوله: ﴿رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ [النور: ۳۷].

وجاء عن سيدنا عبد الله بن مسعودٍ رضي الله تعالى عنهما أنّه رَأَى نَاسًا مِنْ أَهْلِ السُّوقِ سَمِعُوا الْأَذَانَ، فَتَرَكُوا أَمْتِعَتَهُمْ وَقَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فقال: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قال الله عزّ وجلّ: ﴿رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ [النور: ۳۷][2].

أيها الإخوة الأعزّاء! فكّروا كم كان صدر الإسلام جميلًا ومشرقًا بأمثال هؤلاء الصحب الكرام والتابعين العظام، حيث كان المسلمون ملتزمين بدينهم ورعين بشدّة، فبمجرّد أنْ يسمعوا الأذان، يتركون كلّ شيء من أعمالهم وينهضون للصلاة، كانوا يتاجرون لكسب الحلال،


 

 



[1] "صحيح البخاري"، كتاب البيوع، باب إذا رأوا تجارة..إلخ، ۲/۹.

[2] "المعجم الكبير"، عبد الله بن مسعود، ۹/۲۲۲، (۹۰۷۹).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29