عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الثاني

فوق ثلاث ليالٍ، إلا على زوج أربعة أشهرٍ وعشراً".

قالت زينب: وسمعت أمِّي أمَّ سلمة تقول: جاءت امرأة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت: يارسول اللّه، إن ابنتي توفي عنها زوجها، وقد اشتكت عينها، أفنكحلها؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا" مرتين أو ثلاثاً، كل ذلك يقول: "لا" ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنما هي أربعة أشهرٍ وعشرٌ، وقد كانت إحداكنَّ في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول".

قال حميد: فقلت لزينب: وما ترمي بالبعرة على رأس الحول؟ فقالت زينب: كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حِفشاً، ولبست شرَّ ثيابها ولم تمسَّ طيباً ولا شيئاً حتى تمر بها سنة، ثم تؤتى بدابةٍ حمار أو شاةٍ أو طائر فتفتضَّ به، فقلَّما تفتض بشىء إلا مات، ثم تخرج فتُعْطى بعرَةً فترمي بها، ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره.

قال أبو داود: الحِفْشُ: بيت صغير.

44- باب في المتوفى عنها تنتقل

2300ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجرة، عن عمته زينبَ بنتِ كعب بن عجرة أن الفُرَيْعة بنت مالك بن سنان، وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها

أنها جاءت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خُدْرَة، فإِن زوجها خرج في طلب أَعْبُدٍ له أَبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه، فسألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن أرجع إلى أهلي، فإِني لم يتركني في مَسْكنٍ يملكه ولا نفقة، قالت: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "نعم" قالت: فخرجت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني، أو أمر بي فدعيت له فقال: "كيف قلت؟" فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي، قالت: فقال: "امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله" قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشراً، قالت: فلما كان عثمان بن عفان أرسل إليّ فسألني عن ذلك فأخبرته، فاتبعه وقضى به.

[قال أبو داود: الفارعة والفريعة].

45- باب من رأى التحوّل

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

620