عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء السادس

الله فرفع رأسه إلي فقال بعض سواتك يا مقداد ما الخبر قلت اشرب ثم الخبر فشرب حتى روي ثم ناولني فشربت فقال ما الخبر فأخبرته فقال هذه بركة نزلت من السماء فهلا أعلمتني حتى نسقي صاحبينا فقلت إذا أصابتني وإياك البركة فما أبالي من أخطأت.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يعمر بن بشر حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك أنبأنا صفوان بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال:

-جلسنا إلى المقداد بن الأسود فمر به رجل فقال طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستغضب فجعلت أعجب ما قال الأخير ثم أقبل إليه فقال ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أولا تحمدون الله إذا أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم مصدقين لما جاء به نبيكم قد كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها فيه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده حتى أن كان الرجل ليرى والده وولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار وأنها للتي قال الله عز وجل الذي يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا اسمعيل بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن إسحق عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد بن عمرو قال:

-قلت يا رسول الله ارأيت رجلا ضربني بالسيف فقطع يدي ثم لاذ مني بشجرة ثم قال لا اله إلا الله أقتله قال لا فعدت مرتين أو ثلاث فقال لا إلا أن تكون مثله قبل أن يقول ما قال ويكون مثلك قبل أن تفعل ما فعلت.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد قال:

-أقبلت أنا وصاحبان لي قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد قال فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أحد يقبلنا قال فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فاذا ثلاث أعنز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتلبوا هذا اللبن بيننا قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان نصيبه ونرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبه فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشربه قال فأتاني الشيطان ذات ليلة فقال محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأشربها قال ما زال يزين لي حتى شربتها فلما وغلت في بطني وعرف أنه ليس إليها سبيل قال ندمني فقال ويحك ما صنعت شربت شراب محمد فيجيء ولا يراه فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وأخرتك قال وعليَّ شملة من صوف كلما رفعتها على رأسي خرجت قدماي وإذا أرسلت على قدمي خرج رأسي وجعل لا يجيء لي نوم قال وأما صاحباي فناما فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى فأتى




إنتقل إلى

عدد الصفحات

607