عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

سَراويلي وتَغَوَّطْتُ في كَفّي ومَسَحتُ به وجهي ويَدَيَّ وقَلَّبْتُ عينَيَّ، فدخلتْ جارية بيدها ماءٌ ومِنْديلٌ فصِحتُ في وجهها كالمجنون فوَلَّتْ هارِبةً منّي وقالتْ: مجنونٌ فجاء الجواري ومعهنّ بِساطٌ فأَدْرَجْنَني فيه وحَمَلنَني وطَرَحنَني في بُستانٍ فلَمَّا علِمتُ أنّهنّ مَضَينَ قُمتُ فغَسَلتُ ثيابي ووجهي وسائِرَ بَدَني، ومَضَيتُ إلى مَنـزلي ولم أُحَدِّث به أحدًا فرأَيتُ تلك الليلة في منامي رجلاً، فقال لي: أين يوسفُ بن يعقوبَ بن إسحاقَ بن إبراهيمَ خليل الله على نبينا وعليه الصلاة والسلام منك؟ أتَعرِفُني؟ قلت: لا، قال: أنا جبريلُ فمَسَحَ بيده على وَجهي وبَدَني، فمن ذلك الوقت صار لبدني رائحةُ المِسك تَفُوح على ثيابي فهذه الرائحة من يد جبريل عليه السلام([1]).

أيّها المسلمون: أرأيتُم أنّ الشّابَّ الحيَّ نَجا من الزِّنا بخَشية الله تعالى ونُفور المعاصي، فبذا عُرِف: أنّ الحياء وهو السّببُ النافِع والْمُؤثِّرُ في اجتناب الذنوب، فمعنى الحياء: انقِباضُ النفس من شيءٍ وتَركُه حَذرًا عن اللَّومِ فيه([2]). أي:



 

([1]) ذكره اليافعي في "روض الرياحين"، صـ٣٣٤-٣٣٥.

([2]) "التعريفات"، صـ٦٧.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269