عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

ويَمِيل القلبُ إلى الأَعمال الصَّالحات ويَزْداد نَشاطُ الامتثال للأوامر والاجْتناب عن الذّنوب، وينبغي على كلِّ مسلمٍ أن يَتعَوَّد قراءةَ هذه الرسالة أو سماعِ هذه المحاضرةِ مرَّةً على الأقلِّ في كلّ شهرٍ فيُفيدُه ذلك إن شاء الله عزّ وجلّ.

 

أيّها المسلمون: إنّ السَّلَف الصالح رحمهم الله تعالى كانوا يُكثرون من ذكر الموت ولذلك كانوا يَحترِزون من الذُّنوب والانهماك في لذَّات الدنيا ويَستعِدّون للأعمال الصالحات ويَخافون من ربِّهم.

 

وعن يزيد الرَّقاشيِّ قال: دَخَلنا على عامر بنِ عبد الله وهو يَبكي بُكاءً شديدًا، قلنا له: ما أبكاك؟ فقال: أبكاني الليلة الَّتي صَبِيحَتُها يوم القيامة([1]).

 

قال الإمام الغزاليُّ رحمه الله تعالى: جَدِيرٌ بمن الموت مَصرَعُه والتُّرابُ مَضجَعُه والدُّودُ أنِيسُه ومُنكَرٌ ونَكيرٌ جليسُه والقبرُ مَقَرُّه وبَطنُ الأرضِ مُستقَرُّه والقيامة مَوعِده والجنَّة أو النارُ مَورِدُه: أن لا يكون له فِكرٌ إلاّ في الموت ولا ذِكرٌ إلا له



 

([1]) ذكره الإمام ابن أبي الدنيا في "موسوعته"، كتاب الرقة والبكاء، ٣/٢٣٠، (٣٠٠)، وابن عساكر في "تأريخ مدينة دمشق"، ٢٦/٣٦.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269