عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

الْهَوَى فيَصُدُّ عن الحقِّ، وأمّا طُولُ الأملِ فيُنسِي الآخرة، أَلا وإنّ الآخرة قد ارتَحَلَتْ مُقبِلَةً، ألا وإنّ الدنيا قد ارتَحَلَتْ مُدْبِرَةً، ولكلِّ واحدةٍ منهما بَنُونٌ، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عَمَلٌ ولا حِسابٌ، وغَدًا حِسَابٌ ولا عَمَلٌ([1]). وآخرُ خُطبَةٍ خَطَبَ بها عثمان رضي الله تعالى عنه في جَماعة: إنّ الله عزّ وجلّ إنّما أعطاكم الدنيا لِتَطلُبوا بها الآخرة، لم يُعْطِكموها لتَرْكَنوا إليها، إنّ الدنيا تَفْنَى والآخرةُ تَبقَى، لا تُبْطِرَنَّكم الفانية ولا تَشغَلَنَّكم عن الباقية، فَآثِرُوا ما يَبقَى على ما يَفنَى فإنّ الدنيا مُنقطِعةٌ وإنّ المصيرَ إلى الله، اتَّقوا الله فإنّ تَقواهُ جُنّةٌ من بأسِه ووسيلةٌ من عنده([2]).

 



([1]) ذكره الإمام ابن أبي الدنيا في "موسوعته"، ٣/٣١٣، (٤٩)، وابن الجوزي في "صفة الصفوة"، الجزء الأوّل، ١/١٦٩، وأبو نعيم في "الحلية"، ١/١١٧، (٢٣٥)، وأخرجه البخاري في "صحيحه"، بلفظ: قال علي رضي الله تعالى عنه: ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت... إلخ، ٤/٢٢٤.

([2]) وردت هذه الخطبة في "تأريخ مدينة دمشق"، عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة، ٣٩/٢٣٨، و"البداية والنهاية" لابن كثير، ٥/٣٠٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269