عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

لِحَقِّهما من أَفحشِ المعاصي وأَكبر الكبائرِ الْمُهلِكاتِ. فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مَن أَصبَحَ مُطيعًا [لله] في والديهِ أَصبَحَ له بابانِ مَفتوحان من الجنّة، وإن كان واحدًا فواحدًا، ومَن أمسى عاصيًا لله في والديه أَصبَحَ له بابان مَفتوحان من النّار، وإن كان واحدًا فواحدًا»، قال الرجل: وإن ظَلَماه، قال: «وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه»([1]). واعلموا لا طاعةَ للوالدينِ في معصية الخالق إنّما الطّاعةُ في المعروف ومَن أَطاعَ الوالدينِ في المعصية فيأثم هو نفسُه.

أيّها المسلمون: إنْ اضطررتم إلى الوعدِ فاحذَروا أن تُخلِفوا إلاّ لِعِجزٍ أو ضرورةٍ، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فمَن أَخفَر مسلمًا فعليه لعنةُ الله والملائكة والناسِ أجمعين، لا يُقبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ»([2]).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أتَيتُ ليلةً أُسرِيَ بي على قومٍ بُطونُهم



([1]) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"، الخامس والخمسون وهو باب في برّ الوالدين، ٦/٢٠٦، (٧٩١٦).

([2]) أخرجه البخاري عن علي رضي الله عنه في "صحيحه"، كتاب الحج، باب حرم المدينة، ١/٦١٦، (١٨٧٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269