عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

والشُّجاعةُ إنّما هي من ثَمَرات دعاء النّبيِّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم، كما رُوِي عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه قال: ما كان فينا فارِسٌ يومَ بدرٍ غيرُ المقداد على فرسٍ أبلقَ ولقد رأيتُنا وما فينا إلاّ نائمٌ إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت سَمُرةٍ يُصلِّي ويَبكي حتّى أصبح([1]).

 

قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: لَمَّا كان يوم بدرٍ نظَر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المشركين وهم ألفٌ وأصحابه ثلاثُ مئة وتسعةَ عشَر رجلاً فاستَقبل نبيُّ الله صلّى الله عليه وسلَّم القبلة ثُمَّ مدَّ يديه فجعَل يَهتِف بربّه: «اللّهمّ أَنجِز لي ما وعَدتَني اللّهمّ آتِ ما وعَدتَني اللّهمّ إن تُهلِك هذه العِصابةَ من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض» فما زال يَهتِفُ بربّه مادًّا يديه مُستقبِل القبلة حتّى سقَط رِداؤُه عن مَنكِبيه فأتاه أبو بكرٍ فأخذَ رداءَه فألْقاه على مَنكِبيه ثُمَّ التزمه من ورائِه وقال: يا نبيَّ الله ! كَفاك مُناشَدَتُك ربَّك فإنّه سَيُنجِزُ لك ما وعَدك فأَنزل الله عزّ وجلّ: ﴿øŒÎ) tbqèW‹ÉótGó¡n@ öNä3­/u‘ z>$yftFó™$$sù öNà6s9



 

([1]) ذكره البيهقي في "دلائل النبوة"، باب ما جاء في دعاء النبي صلّى الله تعالى عليه وسلم على المشركين... إلخ، ٣/٤٩.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269