عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

الله تعالى، واشتريتُ لك بهذا المال قصرًا في الجنّة، أفيَحَ من قصرِك هذا، في ظلٍّ ظليلٍ بقرب العزيز الجليلِ، ثُمَّ طَوَى الكتاب ودَفَعَه إلى الشابِّ، وحَمَلنا المال، فما أمسى مالكٌ حتّى ما بَقِي مقدار قُوتِ ليلةٍ، وما أَتَى على الشابِّ أربعون يومًا حتّى وجَد مالكٌ رضي الله عنه كتابًا موضُوعًا في المحراب عندما انفَتَل من صلاة الغداة، فأخذه ونَشَرهُ فإذا في ظهرِه مكتوبٌ بلا مِدادٍ: هذه بَراءةٌ من الله العزيز الحكيمِ لمالك بنِ دينارٍ، وَفَّينا الشابَّ القصرَ الذي ضمِنتَ له وزيادةً سبعينَ ضعفًا، قال: فبَقِي مالكٌ رضي الله تعالى عنه مُتعجِّبًا وأخَذ الكتاب، فقُمنا فذَهَبنا إلى منـزلِ الشابِّ فإذا البابُ مُسوَّدٌ والبكاءُ في الدّار، فقلنا: ما فعَل الشابُّ ؟ قالوا: مات بالأمسِ، فأحضَرنا الغاسل فقلنا له: ما فعلتَ أنت غسَلته ؟ قال: نعم، قال مالكٌ: فحدِّثنا كيف صَنَعتَ ؟ قال: قال لي قبلَ الموتِ: إذا أنا مِتُّ وغسلتَني وكفَّنتَني اجعل هذا الكتاب بين كَفَني وبَدَني، فجعلتُ الكتاب بين كفنه وبدنه، ودَفَنتُه معه، فأخرج مالكٌ الكتاب، فقال الغاسِل: هذا الكتاب بعينه والذي قَبَضه، لقد جعَلتُه بين كفنه وبدنه بيديَّ، قال: فكَثُر البكاءُ، فقام شابٌّ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269