عنوان الكتاب: بضائع الشيطان

وروي عن النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم أنّه خرج على الصحابة بعد صلاة الفجر، وذكر لهم رؤياه وفيها: «فإذا نحن برجال ونساء مُسَمَّرَةٍ أَعْيُنُهم وآذانُهم، فقلتُ: ما هؤلاء؟ قال الملك: هؤلاء الذين يُرُون أَعْيُنَهم ما لا يَرَوْن، ويُسْمِعون آذَانَهم ما لا يَسْمَعُون»[1]. وأوصيكم أيها المسلمون بترك تقليد الغَرْب والكفّار، وبمخالفتهم في الأعمال والعادات، وإيّاكم وحلق اللِّحَى، وقد روي عن سيدنا ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: «خالفوا المشركين، وفِّروا اللّحَى، وأَحْفُوا الشَّوَارب»[2].

وقد عدّ النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم حَلْق اللّحى من التشبّه بأعداء الإسلام، وقد شاع في زمننا كلمة المقاطعة الاجتماعية في الْمُنْتَجات والمصنوعات لأعداء الإسلام، فينبغي علينا أن نقاطعهم أيضاً في التقاليد والعادات السيئة، ونلتزم في جميع شُعَب الحياة، ونتقيّد بالزِّيّ

الإسلامي، ونترك كلّ ما يغضب الله ورسوله ويُوصل إلى المهلكات العظيمة وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لما عُرِجَ بي مَرَرْتُ برجال تقطع جُلُودُهم بمَقَاريضَ من نار فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يتزَيَّنون إلى ما لا يحلّ لهم، قال: ثم مررتُ بجُبّ مُنْتنِ الريح فسمعتُ فيه أصواتاً شديدةً فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: نساء كنَّ يتزَيَّنَّ للزِّينة ويفعَلْنَ ما لا يحلّ لهنّ»[3].


 



[1] أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، ٨/١٥٦، (٧٦٦٦).

[2] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب اللباس، باب تقليم الأظفار، ٤/٧٥، (٥٨٩٢).

[3] "شعب الإيمان"، ٥/٣٠٩، (٦٧٥٠)، و"تاريخ مدينة دمشق"، ٥١/٢١٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25