عنوان الكتاب: فضائل الكسب الحلال وعقوبات أكل الحرام

فَهَذَا كَانَ أَوَائِلَ أَمْرِي وَخُرُوجِي مِنْ طَرَسُوسَ إِلَى بِلَادِ الرِّمَالِ[1].

أيّها الأحبّة! ما أطيّب سعي سيّدنا إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى في أكل الحلال! وكم كان صدوقًا متّقيًّا، وكان يستطيع البقاء مع أبيه فيدعو الخدم فيأته بالطعام دون تعب وعناء، ولكنّه كان يعرف أنّ مَن اجْتهد ودفع عن نفسه مكائد الشيطان فاز بالنفحات الربّانيّة، وكان نموذجًا فريدًا في صِدقه وأمانته وورعه، وعلى الرغم من أنّه كان يرعى ذلك البستان ويعمل فيه، وكان باستطاعته أنْ يأكل الفواكه منه ولكنّه لم يكن من الذين لا يبالون بكسبه ﻣِﻦ حلال أم مِن حرام؟ ولا من الذين يخونون الأمانات، ولا من الذين يطمعون بما في أيدي النّاس من ثروات وأموال بل كان رحمه الله تعالى يتيقّن أهمية الكسب الحلال وفضائله وعوائده على المؤمن الصالح.

أيّها الأحبّة الكرام! كلّما ابتعدنا عن عصر سيّدنا النبيِّ  زمانًا، انتشر الجهل وكانت زينة الأموال والثروات في أعين النّاس وقلوبهم مقدّمة على كلّ شيء!

وقد كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى أبعد النّاس عن أكل الحرام، فلماذا النّاس اليوم لا يحتاطون لدينهم؟ بل يتجرّأون ويأكلون


 

 



[1] "حلية الأولياء"، إبراهيم بن أدهم، ٧/٤٢٦، (١١٠٩٩)، و"عيون الحكايات" لابن الجوزي، الحكاية الثامنة عشر بعد المائة، ص ١٣٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30