عنوان الكتاب: فضائل الكسب الحلال وعقوبات أكل الحرام

فقال له النبيُّ : «يَا سَعْدُ! أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجَابَ الدَّعْوَةِ»[1].

أيّها الإخوة الكرام! ها قد سمعتم أنَّ اللهَ بارك في الكسب الحلال، وإنَّ أكلَ الحلال سببٌ لاستجابة الدعوات وقبول الطاعات، وقد عُلِمَ بذلك أنَّ مَن خرج يجتهد في طلبِ الرزق مِن أجلِ أولاده وأبويه فهو في سبيل الله، وكم مِن بركاتٍ ينالها المرءُ بسبب كسب الحلال وأكله، ولكن للأسف الشديد صار كثيرٌ من الناس اليوم ألعوبة في يدي الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء، واختاروا طرق الحرام التي زيّنها الشيطان، فاكتسبوا بالحيلة أو الغشّ أو الرشوة أو عدم القيام بالحقّ الذي عليهم، فأكلوا مِن الحرام وأطعموا أهلهم أيضًا واستوجبوا لأنفسهم نار الجحيم رغم توفّر الطرق الكثيرة السهلة لكسب الحلال الطيّب، وما أحسن سلوك السلف الصالح رحمهم الله تعالى وحرصهم في الابتعاد عن اللقمة الحرام بل حتّى المشتبه بالحرام أو المختلط! وقد كانوا يسافرون أحيانًا إلى مسافاتٍ بعيدةٍ مِن أجل طلب الرزق الحلال وتحرّيه، وما كانوا يأكلون أموال الناس بالباطل بل كانوا يحتاطون لدينهم أشدّ الاحتياط، فتعالوا نستمع إلى قصّةٍ إيمانيّةٍ حول ذلك ترغيبًا للنفوس في اتّباعهم.


 

 



[1] "المعجم الأوسط"، باب من اسمه محمد، ٥/٣٤، (٦٤٩٥)، مختصرًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30