عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

عليهم، فقال: «إنّي لم أُبْعَث لَعَّاناً ولكنّي بُعثتُ داعياً ورحمةً. اللّهمّ اهد قومي فإنّهم لا يعلمون»([1]).

أيها المسلمون: وكان الرسول الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم عظيم الحلم شديد الصبر على أذى قومه عند القدرة عليهم حتّى قيل له صلّى الله تعالى عليه وسلّم لَمّا رماه عتبة بن أبي وقاص يوم أُحد فكسر رباعيته السفلى وجرح شفته السفلى وشَجَّ عبد الله بن شهاب الزهري قبل إسلامه وجهه، وجَرَح عدوُّ الله ابن القمئة وَجْنَتَه فدخَلتْ حلقتان من المِغْفَر فيها ذلك اليوم: ادع الله عليهم، فقال: «اللّهمّ اهْدِ قومي فإنّهم لا يَعْلَمون»([2]). ومنها عفوه صلّى الله تعالى عليه وسلّم عن لَبيد بن الأعصم الذي سَحَره ولم يعاتب عليه فضلاً عن معاقَبته([3]).

ومن عظيم خبره في العفو عفوه وصفحه صلّى الله تعالى عليه وسلّم عن اليَهودية التي سَمَّتْه في الشاة([4]).

وقد حكي أنّ بعض الناس أرسلوا الرسائلَ إلى الشيخ الإمام أحمد رضا خان، وذكروا فيها العبارات المستقبحة



([1]) ذكره مسلم في "صحيحه"، صـ١٤٠٠، (٢٥٩٩)، والقاضي عياض في "الشفاء"، ١/١٠٥، والبيهقي في "شعب الإيمان"، ٢/١٦٤، (١٤٤٧).

([2]) ذكره القاضي عياض في "الشفاء"، ١/١٠٥، وابن هشام في "السيرة النبوية"، صـ٣٣١.

([3]) ذكره القاضي عياض في "الشفاء"، الباب الثاني في تكميل محاسنه، ١/١٠٧.

([4]) ذكره القاضي عياض في "الشفاء"، الباب الثاني في تكميل محاسنه، ١/١٠٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259