ما يجب علينا القيام به في نهاية العام؟ | الشيخ أيمن ياسر بكار


نشرت: يوم السبت،29-ديسمبر-2018

ما يجب علينا القيام به في نهاية العام؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أما بعد:

فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد فكرة وأنواع التقاويم:

اقتضت الحاجة البشرية والحياة الاجتماعية إلى اعتماد نظام حسابي يعد فيه الإنسان الأيام ويرتب فيه الأحداث، فكان لكل فترة زمنية اسماً (أيام، أسبوع، شهر، سنة) والتقاويم قد كثرت وتعددت بحسب الأقوام والثقافات، كالتقويم المصري والروماني والفارسي وغيرها الكثير، وخيرها وأفضلها هو التقويم الإسلامي الذي ارتبط برسالة سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، يقول تعالى:

(إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ) (التوبة: 36)

وهو تقويم يعتمد على دورة القمر.

التقويم الميلادي:

يعتمد التقويم الميلادي على دورة الشمس وحركتها، وهي تقسم إلى (اثني عشر شهراً، 365 يوماً) وهذا التقويم أصبح في عصرنا عالمياً وتعمل به معظم الدول في العالم، فالحضارة الغربية هي السائدة والقائدة للعالم، ومما انتشر في ثقافة الناس أنهم يحتفلون في الليلة التي تكون فيها نهاية وبداية السنة..

احتفال أهل الغفلة في رأس السنة:

تعتبر ليلة رأس السنة مناسبة مشتركة بين دول العالم، وقد صار لها عندهم طابعاً خاصّاً ومظاهر معروفة، كاتخاذ الزينة وإقامة الحفلات والاستماع إلى الأغاني والموسيقى... وغيرها من المنكرات، كل هذا فرحاً بقدوم عامٍ جديد، ولكن ما معنى أن تُقبل علينا سنة جديدة؟

معنى قدوم سنة جديدة:

عندما ينقضي عام يقول الإنسان عادة إنه قد كَبرَ سنة، وأنه قد زاد عمره، وفي الحقيقة هذا كلام خاطئ، فالإنسان له عمر محدد قدَّره الله تعالى قد يكون ستون أو سبعون أو غيره، يقول تعالى:

(لِكُلِّ أَجَلٖ كِتَابٞ) (الرعد: 38)

فإذا انقضت سنة ووصل إلى سن الأربعين فهذا الإنسان قد نقص من عمره أربعون سنة وبقي له عشرون، وفي كل سنة جديدة يكون نقصٌ من هذه السنوات الباقية إلى أن تفنى وتتلاشى فيتلقاه الموت ويُقبل على القبر والآخرة وما قدم من عمل، فأين الفرح في هذا الأمر، وكيف ينغمس في الملذات والشهوات من ستكون هذه نهايته..؟

فعل أهل الصلاح:

أما أهل الصلاح والمراقبة لله تعالى، فهؤلاء يربطون الأحداث ومجريات الحياة مع الله سبحانه وتعالى، فهم يستحضرونه في أفعالهم وأحوالهم، وقدوم سنة جديدة عندهم يعني وقفة مع الذات ومحاسبتها، ومراجعة الأعمال التي كانت فيها، والاستغفار من سيئاتها، والتوبة منها والمعاهدة على عدم الرجوع إليها، والعزم على أن تكون السنة الجديدة مليئة بالخير والأعمال الصالحة، والدعوة إلى الله وإصلاح الناس، راجياً من الله سبحانه وتعالى أن تنتهي حياته وسنواته على هذه الأعمال..

وأنت يا أخي ينبغي لك أن تعي حقيقة الحياة، وأنها مؤقتة وفانية وما نحن فيها إلا للاختبار، فإن عملنا فيها الخير نجده في الآخرة، وإن كان شراً نجده كذلك، وأن نعرف ما هو الفرح عند المسلم؟ فالفرح يكون بكل ما يقرب من الله تعالى، ويكون باتباع سنة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ولا يكون أبداً في الغفلة ولا المنكرات، نسأل الله الهداية لجميع الناس.

وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وآله وصحبه ومن سار على نهجهم أجمعين. والحمد لله رب العالمين.

تعليقات



رمز الحماية