الصبر في الإسلام | يوسف فرواتي


نشرت: يوم الإثنين،30-نوفمبر-2020

الصبر في الإسلام

إن من سنن الله في الأرض وقانونه بين عباده أن يصاب الناس بالمصائب والمشاكل والأمراض، ولا تخلوا حياة أحد عن منغصات في الحياة، وذلك لأن الناس يتعرضون بطبيعة الدنيا وما جبلت عليه إلى امتحان في هذه الحياة، فيفقدون السعادة مثلاً ويصابون بما يعكر عليهم صفوَ حياتهم، أو تقع عليهم الأمراض والبلايا، أو تُشرّدهم الحروب أو السعي في طلب المعاش، وغيرها من المشاكل، وهذا الأمور من شأنها أن تقع على المسلم وغير المسلم ، لكن المؤمن يقابلها بالصبر لا بالضجر، وبالهدوء لا بالسخط، ويستعين في وجه هذه المصائب بأمور تهون عليه مصابه وتقلب له هذه المصيبة إلى غنيمة يكسِبُ فيها الثواب وذلك عن طريق الصبر الذي هو موضوع مقالنا هذا وسنذكر فيه إن شاء الله عدة نقاط وهي:

• معنى الصبر
• أنواع الصبر
• فضل الصبر
• ثمرات الصبر

معنى الصبر

الصبر هو أن يتحمل الإنسان ما ينزل به من النوازل في سبيل هدف ما، وتحمل المصائب والأوجاع التي تصيب الإنسان في سبيل هدفه يسمى صبرا، والصبر على درجات ويكون على حسب المصيبة فكلما كانت المصيبة أكبر لزمها صبر أعلى وأشد، وأحيانا يكون الثبات على أمر ما هو الصبر.

أنواع الصبر

وللصبر أنواع عديدة سنذكرها:
١. الصبر على البلاء: هو منع النفس من الاعتراض على قدر الله أو الجزع من المصائب، وذلك بالصبر على المصائب الدنيوية كالأمراض والخسارة في التجارة وموت الأقارب وغيرها من الأمور.

٢. الصبر على الطاعة: وهو تحمل مشاق العبادات في سبيل الله تعالى وذلك بالانشغال قدر المستطاع بالعبادة والمحافظة عليها ومجاهدة النفس على الإكثار من الطاعة فالنفس تميل للهوى وإذا لم يجاهدها المسلم ويصبر في سبيل طاعة الرحمن فإنه يميل للهوى واتباع النفس والشيطان، ويبتعد عن سبيل الرشاد ويقع في الغفلة عن الرحمن.

٣. الصبر عن المعاصي: هو الصبر على مجاهدة النفس بالابتعاد عن كل ما حرمه الله تعالى وعدم الوقوع فيه بل حتى عدم الاقتراب منه، مثلا كالابتعاد عن الكذب ومجالس الغيبة والرياء والعجب والزنا والسرقة وكل ما حرم الله، وهذا النوع من الصبر يحتاج إلى عزيمة قوية وإيمان راسخ.

فضل الصبر

يكسب الصابر صلاة الله ورحمته عليه والتوفيق للهداية وذلك صريح من خلال قوله تعالى:

ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ. أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ. (سورة البقرة ١٥٦,١٥٧)

• يوفى الصابر أجره ولا يحاسب وذلك واضح جليٌ من قوله الله تعالى:

إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ. (سورة الزمر ١٠)

• ينال الصابر محبة الله تعالى ورضاه وذلك ببشارة رب العالمين في كتابه الكريم
• للصابر أجر عظيم عدا عن مغفر الذنوب عند كل مصيبة يصابها ويصبر عليها، فلقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يثاب على الشوكة التي يشاك بها ويكفر له من سيئاته.

• المؤمن كل أمره له خير سواء كانت هذه الأمور حسنة أو سيئة، لأن يصاب بالخير فيشكر فيكون ذلك خير له، ويصاب بالمصيبة فيصبر فيكون ذلك خير له أيضا فيناله الخير من الأمرين فيُكفَر له الذنوب ويرفع له بالدرجات

ثمرات الصبر

• يكسب الصابر رضى الله عز وجل لأن الله إذا أحب شخص ابتلاه فإن رضي وسلّم أمره لله كان له الرضى من الله وإن سخط ولم يرض بما قسمه لله له كان له السخط من الله..

• يتعلم المسلم الصابر من كثرة صبره على التحكم بإرادته وتفاعلاته فلا يغضب بسرعة ولا يسخط بل يسترجع ويفوض أمره إلى الله فيحظى بخير الدنيا والآخرة.

• الصبر دليل على كمال الإيمان وثباته، فالصحابة الكرام أُوذوا كثيراً وصبرواً ولم يسخطوا من ابتلاء الله تعالى لهم وذلك يكمن في كمال إيمانهم وثباته.

• الصبر يعلم المسلم على التسليم لأمر لله في كل الأمور مما يولد عنده القناعة واليقين بأن الذي يختاره الله له هو الأفضل بلا شك وبذلك يرتفع لأعلى الدرجات

لذا على المؤمن أن يستعين بالصبر في جميع أموره ويصبر على جميع مصائبه ولا يسخط مما كتبه الله عليه، فينال أجر ببركة صبره، وعلى المؤمن أن يختار الصحبة الصالحة التي تعينه على الصبر والتسليم، ومركز الدعوة الإسلامية بجميع دعاته ومبلّغية دائما يؤكّدون ذلك من خلال الحرص على الكثير من الأعمال الصالحة التي يُحثون فيه على الصبر والتقوى والتخلُّق بالأخلاق الحسنة، حباً لله ونصرة لدينه فعليك يا أخي أن تكون صابراً تتخذ صاحباً صالحاً لتفوز بثواب الصالحين وثواب الصابرين في الدنيا والآخرة والله خير معين وهو وليُّ الصالحين، والحمد لله رب العالمين

تعليقات



رمز الحماية