سير السلف الصالحين | محمد شاهد العطاري المدني


نشرت: يوم الإثنين،17-يوليو-2023

سير السلف الصالحين

شهر ذي الحجة الحرام

الصحابي الجليل ابن غسيل الملائكة سيدنا عبد الله بن حنظلة الأوسي رضي الله تعالى عنهما:

هو أبو عبد الرحمن أو أبو بكر عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأوسي الأنصاري رضي الله تعالى عنه، ولد في عهد رسول الله ﷺ بالمدينة المنورة، وأمّه جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، وأبوه حنظلة بن أبي عامر، وكان يُقال لعبد الله بن حنظلة رضي الله تعالى عنه: "ابن غسيل الملائكة"؛ لأن أباه سيدنا حنظلة رضي الله تعالى عنه قتل يوم أحد، فقال النبيّ ﷺ: "إن الملائكة تغسله"، فقيل لابنه: ابن غسيل الملائكة، وله صحبة أيضًا، وكان فاضلاً صالحًا، عظيم الشأن كبير المحلّ، شريف البيت والنسب، عاش على تقوى الله وحب ّالرسول ﷺ، مجاهدًا شجاعًا، وقائدًا لأهل المدينة المنورة في حادث الحرة، قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة 63 هـ، رآه عبد الله بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه في النوم بعد استشهاده في أحسن صورة في الجنة

الشيخ على بن يوسف اللَّخْمِي الشَّطْنُوْفِي الشافعي رحمه الله تعالى:

هو أبو الحسن على بن يوسف اللَّخْمِي الشَّطْنُوْفِي الشافعي رحمه الله تعالى، كان أصله من الشّام من البلقاء، ولد بالقاهرة في أَوَاخِر شوّال سنة 647 هـ، كان شيخ الديار المصرية في عصره، ومن فقهاء الشافعية، وأستاذًا في الأزهر وأخذ القراءات والعربية، وولي تدريس التّفسير بالجامع الطولوني، والإقراء بجامع الحاكم، وكان مصنّفًا لكتب عديدة واشتهر بكتابه: "بهجة الأسرار ومعدن الأنوار" جمع فيه مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى، قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: ذكر فيها غرائب وعجائب.

وتكاثر عليه الطلبة، وكان النّاس يكرمونه ويعظمونه وينسبونه إلى الصّلاح وانتفع به جماعة في القراءات، توفي في عشرين من ذي الحجة سنة 713 هـ

العالم الجليل عبد الوهّاب بن علي السُّبُكيّ الشافعي رحمه الله تعالى:

هو أبو نصر عبد الوهّاب بن علي بن عبد الكافي السُّبُكيّ الشافعي رحمه الله تعالى، الإمام الباحث المؤرّخ، ولد في سُبُك (إحدى قرى مركز أشمون التابع لمحافظة المنوفية بجمهورية مصر) بالقاهرة سنة 727 هـ، وسمع بمصر ودمشق من جماعة، وقرأ على الحافظ المزّي رحمه الله تعالى، ولازم الذهبي وتخرّج به، وطلب بنفسه ودأب، وأجازه الشيخ شمس الدين بن النقيب رحمه الله تعالى بالإفتاء والتدريس، كان له يد في النظم والنثر، جيد البديهة، ذا بلاغة وطلاقة لسان، وصنّف عدّة تصانيف في فنون مختلفة على صغر سنّه وكثرة اشتغاله وكتب الأَجْزَاء والطباق مع ملازمة الاشتغال بالفقه والأُصُول والعربية حتّى برع ومهر، وقد أفتى ودرّس بمصر والشام بمدارس عديدة، وقد اشتهر بكتابه: "طبقات الشافعية الكبرى" واشتغل بالقضاء، وولي خطابة الْجَامِع وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْقَضَاء والمناصب بالشّام، توفي في شهر ذي الحجة سنة 771 هـ، ودفن في سفح جبل قاسيون قرب دمشق.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: حصل له من المناصب ما لم يحصل لأحد قبله

محرم الحرام

الصحابي الجليل سيدنا عامر بن عبد الله الجرّاح القرشي رضي الله تعالى عنه:

هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري رضي الله تعالى عنه، كان قديم الإسلام، صاحب الهجرتين هاجر إلى المدينة أولا وإلى الحبشة ثانيا، أمين هذه الأمة، قال النّبيّ ﷺ:

ألا إنّ لكلّ أمّة أمينًا وأمين هذه الأمّة أبو عُبَيْدة بن الجرّاح

كان قائدا شجاعا، رجلاً نحيفًا، معروقَ الوجه، خفيف اللّحية، طويل القامة، جميل الخلق والمظهر، عابدًا وزاهدًا، راويًا للحديث، وأحد العشرة المبشرة بالجنة، شهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، تولى قيادة عدة سرايا، كان أمير الناس بغزوة اليرموك في فتح الشام، وتوفي في طاعون عمواسَ سنة 18 في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه عن عمرٍ زاد على سنة 58، قبره المبارك يقع ببيسان

الشيخ أبو الحسن علي الخَرَقَانِي البسطامي قدس الله سره:

هو الشيخ أبو الحسن علي الخَرَقَاني(بفتح الخاء المعجمة والراء والقاف المفتوحات وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خَرَقان، وهي قرية في جبال بسطام كبيرة كثيرة الخير على طريق أستراباذ، ومنطقة في شاهرود بمحافظة سمنان.) البسطامي قدس الله سره، ولد في عام 350 هـ في خَرَقان في إيران، كان وحيد زمانه وغوث عصره وقبلة الوقت وكان مرجع الخلائق، زاهدًا وقُدْوة، له من الكرامات الظاهرة والأحوال السنية، كان قد راض نفسه وأجهدها، زاره محمود بن سُبُكْتِكِيْن، فوعظه، ولم يقبل منه شيئًا، توفّي في يوم الثلاثاء وكان يوم عاشوراء من سنة 425 هـ وكان له يوم وفاته 73 سنة، وضريحه المبارك يعتبر مكانًا لقبول الدعاء في خَرَقان

العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني رحمه الله تعالى:

هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني رحمه الله، ولد في مصر في عام 851 هـ، كان حافظًا للقرآن، وماهرًا في فن القراءة، وكان حجة في العلم والفن، عالمًا وفقيهًا في عصره، كان إمامًا عظيمًا، وحافظًا للحديث وسند المحدثين، يشتهر كتابه "إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري" من بين 25 مؤلفًا، و"المواهب اللدنية بالمنح المحمدية"، وتوفي في اليوم الأول من محرم عام 923 هـ في القاهرة بمصر، وقبره يقع بالقرب من جامعة الأزهر في مدرسة الإمام العيني رحمه الله تعالى

صفر المظفّر

الصحابية ثُوَيبَة الأسلمية رضي الله عنها:

هي السيدة ثُوَيبَة الأسلمية رضي الله عنها، كانت أمَة لأبي لهب، حرّرها عند فرحه بولادة النبي الكريم ﷺ، وقد أرضعت النبي الكريم ﷺ لمدة أربعة أشهر قبل أن ينتقل إلى رضاعة السيدة حليمة السعدية رضي الله عنها، كما أرضعت حمزة بن عبد المطلب وأبا سلمة المخزومي رضي الله عنهما، كانت قد أسلمت، وكانت تكرمها سيدتنا خديجة رضي الله عنها، وكان النبي الكريم ﷺ يكرمها أيضًا ويرسل لها الهدايا من المدينة المنورة، توفيت رضي الله تعالى عنها بعد غزوة خيبر سنة 7 هـ في شهر صفر

محتسب العلماء والأولياء الشيخ أحمد زَرُّوق البُرْنُسي رحمه الله تعالى:

هو الإمام الشيخ أبو العباس أحمد زَرُّوق البُرْنُسي المالكي رحمه الله تعالى، ولد عام 846 هـ في تليوان بجبل البرانس في مدينة فاس في المغرب (أي مراكش)، كان عالمًا ووليًا، عابدًا وزاهدًا، وحافظًا للقرآن الكريم، وكان فاضلاً من جامعة الأزهر، وفقيهًا مالكيًا، وله العديد من المؤلفات التي احتوت على العديد من اللطائف والرقائق والنوادر الصوفية تصل قريباً من 31 كتابًا، توفي في 18 صفر سنة 899 هـ ودفن بمصراتة في طرابلس الغرب، وله مسجد كبير تقام فيه الشعائر، وضريحه ظاهر يزار

شيخ الطريقة الجشتية العلامة بير مهر علي الكَوْلَرْوِي الجيلاني رحمه الله تعالى:

هو الشيخ السيد الشريف بير(كلمة أعجمية تأتي بمعنى الشيخ) مهر علي الكَوْلَرْوِي الجيلاني رحمه الله تعالى، ولد في 1 من رمضان الكريم 1275هـ الموافق لــــ 14 أبريل 1859م في كَوْلْهَرَه(هي قرية صغيرة الذي يقع بمدينة إسلام آباد بباكستان.) بنجاب بباكستان، كان صوفيًا شهيرًا وعالمًا كبيًرا في الفقه الحنفي، شيخ الطريقة الجشتية، قبلة الناس، وكان مجاهدًا في الإسلام ومرجعًا للعلماء، وشخصيته عظيمة ومؤثرة، وكان شاعرًا وله ديوان، كتب مصنفات عديدة، منها: "تحقيق الحق في كلمة الحق"، و"سيف جشتيائي"، توفي في 29 صفر سنة 1356 هـ، قبره في كَوْلْهَرَه شريف ظاهر يُزار بشكل خاص وعام


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية