توجيهاتٌ في تربية الأطفال | محمد جنيد القادري


نشرت: يوم الثلاثاء،18-يوليو-2023

توجيهاتٌ في تربية الأطفال

لا شكّ أن الأولاد هبةٌ من الله تعالى ونعمةٌ عظيمةٌ على الوالدين، فالأولاد هم محورُ الآمال ودِعامة المستقبل، وهذه المنحة الإلهية تستحق الشكرَ الجزيل والثناءَ الجميل على الله سبحانه وتعالى، ومن أفضلِ طرق الشكر لله عزّ وجلّ على هذه النعمة؛ هو اهتمام الوالدين بأفضل طرقِ التوجيه والتربية لأولادهم على المنهج الإسلامي الصحيح؛ لأنهم أمانة في أعناق الوالدين، والوالدان مسؤولان عن هذه الأمانة، فتربية الأولاد مسؤولية عظيمة ومهمة تقع على عاتق الوالدين، وعلى كل والد ووالدة أن يتفكّروا في هذا الأمر جيدًا، وأن يبحثوا عن طرق مناسبة لتربية أبنائهم على المبادئ الإسلامية والأخلاق النبيلة؛ لأن نتائجَ التربية السليمة القويمة تعود بفوائدها على الطفلِ وعلى الوالدين وعلى المجتمع بأكمله.

ونظرًا لأهمية هذا الأمرِ وصعوبته في بعض الأحيان؛ قام "مركز الدعوة الإسلامية" بإنشاءِ بعضِ الأقسام التي تهتم بالعملية التربوية والتعليمية للأطفال والشباب على حدّ سواء، ومن تلك الأقسام:

- "مدارس المدينة" لتعليم الأطفال القرآنَ الكريم قراءةً وحفظًا.

- "دار المدينة" لتعليم الأطفال والمراهقين العلومَ الأكاديميةَ والمدرسيةَ.

- "جامعات المدينة" وهي مختصة بالمعاهد الشرعية لتعليمِ الشباب العلومَ الشرعية والأدبية.

- "أكاديمية فيضان للدراسات الإسلامية عن بُعْد" التي تعتني بالعلوم الدينية والدورات التربوية عبر الإنترنت.

وفي كل هذه الأقسام تمتزج المناهج الدراسية بين التعليم والتربية، حيث يتمّ تدريب الطلاّب على المبادئ الإسلامية والعلومِ الشرعية بعنايةٍ فائقة.

وفي الجانب الآخر، أنشأ مركزنا بعض المنصات الإلكترونية والميدانية الهامة التي تراعي جانب التربية والتعليم، وتفرغ

من دلوها المعطاء في شباب الأمة وأطفالها، فتجمع المتعةَ إلى التعلّم والتربية، ومن تلك المنصات:

- "قناة مدني الفضائية" والتي تقدم برامجها ومحتواها باللغات الثلاث: الأردية، والإنجليزية، والبنغالية.

- "صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز" الكثيرة والمختلفة والمتنوعة بلغات عالمية.

وغير ذلك من المنصات الأخرى التي لا يمكن حصرها في مثل هذا المقال المختصر، فالتربية لها أثرها الحساس على الطفل، وللتربية جوانبُ مهمةٌ يجبُ على الوالدين الاهتمامُ بها، ومن تلك الجوانب:

تثبيت العقيدةِ الإسلامية الصحيحة في قلوب الأطفال:

يجب على المربّي أن يهتم بتثبيت العقيدة في قلب الطفل، وذلك من خلال تعليمِهِ كلمةَ التوحيدِ وشعارَ الإسلامِ الخالد:

"لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، ويجدر بالمربي أن يعلم طفله مقتضياتِ عقيدةِ الإسلامِ ومعانيَها الأساسيةَ، وأن يحبِّبَ الطفلَ بربِّهِ سبحانه وتعالى، فيذكرَ له صفات الله وقدرته ونعمَه على البشر، وأنّ الله تعالى مطّلعٌ عليه في كل وقتٍ وحين، وأن يعلمَ المربي طفلَهُ كيفيةَ مراقبةِ الله تعالى في الأفعال والأقوال والتصرّفات والحركات والسكنات، ويجب كذلك على المربي أن يؤدبَ ولدهُ على حب نبيه ﷺ وآلِ بيته وأصحابِهِ جميعًا، وذلك بذكرِ سِيَرهم وفضائِلِهم ومناقبِهِم وجهودهم التي بذلوها في الدعوة إلى الله تعالى ونشرِ رسالةِ الإسلام، وأنه لولا رسولنا ﷺ وصحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم ما كان ليصل إلينا هذا الدين العظيم. -جزاهم الله عنا كل خير-

تنشئة الأطفال على العبادة:

على المربّي أن يرغبَ طفلَهُ في أداءِ العبادات منذ الصغر، وأن يحاولَ غرسَ حبِّ الطاعةِ وكرهِ المعصيةِ في قلبه، وأن يعمل على زيادة هذا الشعور الإيماني كلما كبرت سنّه، وقد حثّ الحبيب ﷺ الوالدين على أمرِ الأطفالِ بالطاعات وتعوديهم عليها رُوَيْدًا رُوَيْدًا، فقال ﷺ:

مُرُوا أولادَكم بالصلاة وهم أبناءُ سبعِ سنين، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عَشْرٍ، وفرّقوا بينهم في المضاجع

فيجب على المربي أن يحبّب أطفاله ويأمرهم بالصلاة والصيام وغيرها من الطاعات، وأن يدربهم عليها لفترات قصيرة، وأن يحثهم على قراءة القرآن، والتصدّقِ على الفقراء والمحتاجين، وتبدأ تربية الأطفالِ عبوديّة الله بتعليمهم أركانَ الإسلامِ الخمسَ، ثم بتعليمِهم كيفيّةَ الوضوءِ والصلاة، واصطحابِهم إلى المسجد، وهكذا وصولاً إلى بقية العبادات والطاعات، وأعظم التعليم وأنفعه وأنجحه أن يقوم المربّي بفعل الطاعات بنفسه أمام أطفاله.

التربية على الأخلاق الفاضلة:

على المربّي أن يهتم بزرع الخلق الحسن في قلب الطفل، وأن يملأ قلبه بالحبّ والعطف والحنان، بعيدًا عن القسوة والعنف والفظاظة، فيجب على المربي أخذُ الحيطة والحذر في تصرفاته، وذلك بأن يُظهِر أمامَه التصرّفات الصحيحةَ والسليمةَ؛ لأنّ الطفلَ يتعلّمُ بأفعال الوالدين أكثرَ مما يتعلمه بأقوالهما، فالطفل مفطور على تقليد تصرّفات أبويه بأدقّ تفاصيلها ليصبحَ مثلهما تمامًا، فالطفل هو المرآة التي تعكس صورة الأفعال في الوالدين، فيجب على المربّي أن يبتعد عن كل ما يؤثّر على طفله سلبيّا ويجعله فاشلاً في حياته المستقبلية، فعلى الآباء أن يكونوا قُدُوَاتٍ حسنةً لأطفالهم في تعليمهم السلوكياتِ الحسنة، فمثلاً: أن يهتمّوا بإلقاء السلام عليهم عند الذهابِ والإيابِ، والتستّرِ أمامَهم لتعليمهم الستر، والإحسانِ إلى الأقرباءِ والجيرانِ، وبِرِّ الوالدين وطاعتِهما، وغيرِ ذلك من السلوكيّات الحسنة، والطفل الذي يحسن التصرّفات وينضبط في الأخلاق، يستحقّ المديح والثناء من الأبوين؛ فذلك يشجّعه على القيام بالمزيد من الأفعال الإيجابية الحسنة.

الاهتمام بالبناء العام للطفل:

يحتوي البناء العام على نَواحٍ متعددة، تُجملُ في عدةِ نَواحٍ:

الاهتمام بالبناء الجسدي: يحتاج الطفل إلى اللعب والمرح، ويمكن ربطُ ذلك بالرياضة البدنية لتقوية جسده، ويكون ذلك بإتاحة وقت مناسب للعب، وتعليمه السباحة والجري والألعاب البدنيّة اللطيفة، وتغذيته بالغذاء الصحّي المتوازن.

الاهتمام بالبناء النفسي: ويكون بالاستماع والإنصات للطفل، وتخصيص وقت للمناقشة والحديث معه، والبعدِ عن التهديد والتخويف والتوبيخ المستمر، وتقديرِ ذاته وشكرِه حين يُحسِنُ التصرف.

الاهتمام بالبناء الاجتماعي: يكون ذلك بربطِ الطفل مع بيئةٍ تناسبه من الأطفال، وذلك لينخرطَ معهم في النشاطات الاجتماعية المختلفة، وإيداعِهِ بالمراكز التعليمية وحَلَقَاتِ قراءةِ القرآن وتحفيظِهِ، كما ويمكن أيضًا تفويضُ مسؤوليّة معيّنة مناسِبةٍ للطفل؛ كإكرام الضيف والقيام بضيافته، وذلك لينشأ نشأة اجتماعية سليمة.

الاهتمام بالبناء الصحّي: يكونُ ذلك بالاهتمام بغذاءِ الطفلِ وطعامِه الصحّي، ورقيتِه بالرقية الشرعية من أدعية وأذكار وقراءة قرآن، وكذلك تعويده على النوم والاستيقاظ مبكّرًا، وتعليمه النظافة البدنية التي تساعده في الوقاية من الأمراض.

الاهتمام بالبناء الثقافي: يكون ذلك بتعويدِ الطفلِ على القراءة والثقافةِ وتشجيعِه عليها، وتدريبِه على حلّ الألغاز والألعاب الفكريّة الثقافية، ومشاركتِهِ القراءةَ، وتدريبِه على الإلقاء والخطابة.

مشروع برامج كرتونية إسلامية تربوية هادفة:

أخي القارئ! علمتَ مما سبق مدى أهميةِ تربيةِ الأطفال وتنشئتِهم على المنهج القويم، وعرفتَ القضايا التربويةَ المهمةَ التي يجب الاهتمام بها، وانطلاقًا من هذه القضايا العظيمةِ، ومراعاةً لهذه الجوانبِ التربويةِ المهمة، فقد قامت "قناة مدني" الفضائية بإطلاق مشروعٍ توجيهي مهمٍّ يساعد -إن شاء الله تعالى- ويُعينُ الآباء في تربية أولادهم بالشكل الصحيح، ويتكوّن هذا المشروع من بعض البرامج الكرتونية الرائعة والشيّقة، منها:

برنامج: "عمر وإخوته"، وبرنامج: "عائشة وصديقاتها"، وبرنامج: "سعد وسعدية".

هذه البرامجُ عبارةٌ عن حَلَقَاتٍ من مقاطعِ الكرتون المتحركة، تمّ تصميمُ سلسلةِ رسومِها المتحركةِ على نحوٍ لا يُشعِرُ الأطفالَ بالمللِ أو التعبِ من مشاهدتِها -إن شاء الله تعالى-، إلى جانبِ ذلك فالبرامج تتوافقُ مع مبادئ الشريعة الإسلامية تمامًا، لما فيها من الاهتمامِ بمراعاة الحدود الإسلامية، وتحوي في قالبها جميعَ جوانبِ التربيةِ التي سبق ذكرها، وهي مقاطعُ توجيهيةٌ تأخذُ دورًا هامّا في تعريف الجيلِ الجديدِ بأهمِّ مبادئِ الإسلام اللازمةِ المتعلّقةِ بالعقائدِ والعباداتِ، إضافةً لتعليمِ السنن النبوية، والآدابِ الرضيّة، والأخلاقِ الراقية، وستلاحظ نتائجها الإيجابية في حياة طفلك اليومية بإذن الله تعالى.

وقد تمّ بثّ عدةِ حَلَقَاتٍ من هذه السلسلة -بحمد الله- على موقعنا الرسمي التالي:

(www.arabicdawateislami.net)وعلى صفحاتِنا في التواصل الاجتماعي، وقد نالت إعجابًا كبيرًا من المشاهدين والمتابعين، ووصلت نسبة مشاهدة بعض المقاطع إلى الآلاف والملايين حتى الآن.

وقد تلقّينا طلباتٍ من قِبَلِ عدةِ مدارسَ ومراكزَ تعليميةٍ في بعض الدولِ لسلسلة هذا البرنامج التعليمي، والتي يعرضونها الآن على الطلبة الصغار لديهم أثناء فترةِ الاستراحة والأوقاتِ الأخرى، وذلك رغبةً في إيصال المزيد من المقاطعِ المماثلةِ لهذا المشروع التربوي لهم، ليتمكّنوا من زرع القِيَم الأخلاقية والتربوية في نفوس طلابهم من خلال مشاهدة هذه المقاطع الكرتونية التوجيهية.

لذلك أخي القارئ! لا تضيّعِ الفرصةَ التي بين يديك، وعلِّمْ أطفالَكَ مشاهدةَ هذه البرامجَ ومثيلاتَها، وذلك لينشؤُوا

على المنهج الإسلامي القويم، ولا تبخلْ بنشر هذا المشروع المباركِ على أصدقائِك وأحبابِك ومعارفِك من خلال إرسالِ روابطِهِ إليهم، ليستفيدوا معك أيضًا، فالدالّ على الخيرِ كفاعله.

ولمشاهدة هذه السلسلة الشيّقة تابع الروابط التالية:

عمر وإخوته

عائشة وصديقاتها

سعد وسعدية


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية