النوم نعمة عظيمة | كاشف شهزاد العطاريّ المدنيّ


نشرت: يوم السبت،14-أكتوبر-2023

النوم نعمة عظيمة

أيّها الأحبة الأعزّاء! إذا أردنا العيش بصحّة وسلامة فلا بد من النّوم بكمّية كافية مع الغذاء الصِحّيّ، "النّوم" نعمة عظيمة من نِعم الله تعالى وينتعش الإنسان بفضله وتتجدد حيويته؛ وحين لا يكتمل نوم الشخص فإن هذا يؤثّر على كلّ شيء يتعلّق به سواء كان العمل أو التعليم، فالنّوم هو أفضل الطرق لاستراحة البدن وطمأنينته، قال الله تعالى في القرآن الكريم:

وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا ٩ [النبأ: 9]

1: النوم يقطع التَّعَبَ ويُزِيلُه، فحينئذ تحصل الراحة (التفسير الكبير :11/9).

2: النوم تُغلِب المصارع القوي، ويهزمه، ويُنْسِي العالم العظيم علمَه، ويظهر به عجز الإنسان وضعفه (تفسير نور العرفان للأحمد يارخان النعيميّ: صـ 929، تعريبًا من الأردية).

احتياج النوم بحسب العمر

الإنسان يحتاج إلى النّوم بمقدار مختلف وفقًا لفترات عمره المختلفة:

* النوم ضروريّ للأطفال الصغار من 12 إلى 15 ساعة وفقًا للأبحاث الطبّيّة.

* ومن 7 إلى 8 لمن تدور أعمارهم بين 15 و40 عامًا.

* و6 ساعات لمن تفوق أعمارهم 40 عامًا.

أضرار قلة النّوم

قلة النوم تسبب أنواعًا من الأضرار الجسديّة والرّوحيّة والاجتماعيّة:

* فإذا شعر الموظف بالحاجة إلى النوم أو السِّنَة أثناء أوقات الأعمال من قلة النوم فلن يتأثّر به عمله فقط بل قد يفقد وظيفته في النهاية أيضًا.

* وعندما لا يُكمل الطيّار أو السّائق نومه فمن الممكن أن تصبح حياته بل وحياة سائر المسافرين معه في خطر، تمّ التحقيق في عدد من الحوادث وتبيّن أنّ السبب الرئيسيّ للحادثة هو نعاس السائق أثناء السياقة.

* إذا لم يكتمل نوم الطالب فسيكون من الصّعب عليه فهم ما يشرحه الأستاذ أثناء الفصل والاحتفاظ به.

خلاصة القول:

كلّ شخص ينتمي إلى أيّ مجال ولا يفي بالمتطلّبات الطبيعيّة للنّوم فهذا يضرّه جسديًّا وروحانيًّا، قلّة النوم المستمرّة تجعل الإنسان عصبيًّا وسريع الانفعال، يغضب من الأشياء التافهة، ويسارع في المهاجمة على الخصم، وفي الأخير يهرب منه سائر النّاس، وإذا لم يكتمل نوم مرضى ضغط الدّم والاكتئاب فإنّ مرضهم يزداد ويشتدّ، بينما تتحسن حالتهم عند بالنّوم الكافي، وإذا استمرّت خلايا الدّماغ بالعمل فلن تجد وقتًا للرّاحة وتخرج منها الشوارد الحَرَّة الّتي تهاجم خلايا الجسم السليمة وتضعّفها، ويعاني الإنسان من أمراض مختلفة، وأخطرها الجنون.

أضرار الإكثار من النّوم

مثلما توجد أضرار لقلّة النّوم كذلك فإنّ النّوم الزائد أيضًا لا يخلو من أضرار، فعن سيدنا جابر رضي الله تعالى عنه:

قال: سُئل نبيّ الله ﷺ فقيل: يا رسول الله! أينامُ أهلُ الجنةِ؟ فقال رسول الله ﷺ: "لا"، النومُ أخو الموتِ، وأهلُ الجنةِ لا يموتون (المعجم الأوسط: 1/266، (919)).

شرح الحديث: "النوم أخو الموت": لانقطاع العمل فيه.

"ولا يموت أهل الجنة": فلا ينامون، وفيه إشارة إلى ذمّ كثرة النوم لكثرة مفاسده الأخروية بل والدنيوية فإنه يورث الغفلة ويكثر البلغم ويضعف المعدة وينتن الفم ويضعف البصر والباه حتى ويضعف الجسد، هذا في النوم في غير وقت العصر والصبح فإنه فيهما أعظم ضررًا، النوم بالنهار أكثر ضررًا من النوم بالليل طبًّا (فیض القدیر: 6/390، ملخصًا).

أسباب الأرقّ

من اشتكى من عدم القدرة على النّوم ينبغي له أن يلاحظ النقاط التالية والعمل على إزالتها:

* فقدان المكان المريح.

* وجدان الضوضاء العالية حوله.

* عدم توفّر الفراش والوسادة المريحين.

* فساد نظام النّوم مثلًا من كان ينام الساعة العاشرة ينام الآن على الساعة الثانية عشر.

* الإفراط والتفريط في تناول الطعام.

* الإكثار في استخدام السجائر والشاي والقهوة والشكولاتة أو المشروبات الغازية.

* الاشتغال بالتلفاز والحاسوب والهاتف إلى وقت متأخّر من الّليل، طبقًا للأبحاث الطبّيّة.

إنّ الإشعاع الصادر من التلفاز والجوّال يؤثّر مباشرة على خلايا النّوم، ولذا يتأخّر النوم غالبًا أثناء مشاهدة التلفاز أو اللعب بالهاتف، ووفقًا لرأي الأطبّاء فإنه يجب ألا يكون في غرفة النّوم للأطفال أيّ شيء يتعلّق بالميديا من التلفاز أو الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو أو مشغل DVD أو الهاتف المحمول وغيرها من الأشياء الأخرى.

الآثار السلبية للأدوية المنومة

يمكن استخدام الأدويّة المساعدة على النوم باستشارة الطبيب علمًا أنها لا تتحقّق فوائد النّوم الطبيعي، ويكون أخذ المنوّمات في بوقت لم ينفع فيه أيّ دواءٍ، مع العلم أنه مع الزمن يحتاج للزيادة من كمّيّة هذا الدواء، وقد تزداد هذه الكمّيّة بحيث تجعل حياة الإنسان في خطرٍ من خوف دخوله في غيبوبة (فقدان الوعي الدائم)، ينبغي أن تُستخدم هذه المنوّمات بمشورة الأطبّاء مع رعاية كمّيّتها.

أفضل الأوقات للنّوم

من العادات السيئة عادة السهر إلى وقت متأخّر من اللّيل وقد أصبحت شائعة اليوم في مجتمعنا، ثمّ النّوم إلى نصف النهار من الظهيرة، وهذا لم يذمّه الشرع فحسب بل هو ضارٌّ من وجهة النظر الطبّيّة أيضًا، فإذا أردتم العيش بصحّة وعافية فعليكم النّوم مبكّرًا بعد فراغكم من الأنشطة الدينيّة ليلاً؛ لأنّ الاستراحة بالليل أكثر صحّة وعافية من الاستراحة بالنّهار، مع أنّه موافق أيضًا لما تقتضيه الفطرة، كما قال الله عزّوجلّ:

وَمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ٧٣ [القصص: 73]

من كل هذا نستنتج أن الأفضل أن يكون النهار للحركة والعمل، والليل للسكون والراحة، لكن لو اضطر أحد للنوم في النهار واستيقظ في الليل للكسب أو غيره فلا بأس بذلك (تفسير نور العرفان لأحمد يار خان النعيمي: صـ 629، تعريبا من الأردية).

الأوقات المكروهة للنوم

من نام بعد العصر يُخاف على عقله لحديث رسول الله ﷺ:

من نام بعد العصر، فاختلّ عقله، فلا يلومنّ إلا نفسه (مسند أبي یعلی: 4/278، (4897)).


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية