عنوان الكتاب: الجني في صورة الحية

النور ظلام، وتلك الصورة دخان، ثم خاطبنـي وقال: يا عبد القادر! نجوت منّي بعلمك بحكم ربّك وفقهك في أحوال منازلاتك، ولقد أضللت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق، فقلت: لربّي الفضل والمنة قال: فقيل له: كيف علمت أنّه شيطان؟ قال: بقوله: قد حللت لك المحرمات[1].

هكذا هي محاولات الشيطان لإغواء الإنسان دائمة لا انقطاع لها لا يكل ولا يمل؛ لأنّه يريد أن يأخذ معه بني آدم كلّهم إلى جهنم وبئس المصير، فلنحذر من مكائده ولنحتط منها بالتسلح بالاعتماد على الله في جميع الأحوال والعلم النافع، لأنّ السارق لا يدخل إلا بيوت الأثرياء والشيطان لا يوسوس إلاّ أهل الإيمان وكلّما ازداد الإيمان ازداد إغراء الشيطان بهم كما يحاول في إغواء الشيخ فعلينا أن نقتدي بالشيخ رحمه الله تعالى فقد عرف حقيقة الأمر، فما زاغ وما ضعف أمام إغراآت الشيطان المتكررة له، فارتد الشيطان خائباً خاسراً يجرّ أذيال الحسرة التي سترافقه إلى أن يدخل جهنم داخراً ذليلاً أعاذنا الله وإياكم منه ومن أعوانه من شياطين الإنس والجن.

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله على محمد

 


 



[1] "بهجة الأسرار ومعدن الأنوار"، صـ٢٢٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24