عنوان الكتاب: الجني في صورة الحية

فيالله كم بلغ الخشوع عند الشيخ، حتّى لم يأبه بهذه الحية العظيمة وقد علقت ببدنه، ولَم يغير من هيئته وحالته، بل بقي مستغرقاً في صلاته مقبلاً على ربّه، فلنقس أنفسنا به رحمه الله تعالى، ولننظر، كم يلزمنا حتّى نصل إلى ما وصل إليه، فيكون خشوعنا في الصلاة مثله، فنغيب عن كلّ شيء مشتغلين بصلاتنا، مقبلين على ربّنا وخالقنا ولكن مع الأسف ترى بعضنا إذا وقف الذبابُ عليه اضطرب ظاهره واشتغل باطنه فلم يتمكّن من الصبر على حکة قليلة، فكيف به إذا خرجت له حية مثل هذه، أنّى يثبت، فلنراجع أنفسنا، ولندقق في أحوالنا، ولنبدأ الإصلاح، ولنجد بالسير على طريق الفلاح، ولندلج فمن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنـزلة، ولنهيئ الثمن لجنّة عرضها السموات والأرض، ولنعمل لما عند الله، فما عند الله خير وأبقى ولنسارع قبل فوات الأوان.

 

ثالثاً: العلم خير سلاح للتصدي لمكائد الشيطان

يقول الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى: خرجت في بعض سياحتـي إلى البرية، ومكثت أيّاماً لا أجد ماءً فاشتدّ بي العطش، فظللتنـي سحابة ونزل عليّ منها شيء يشبه الندى فترويت به، ثم رأيت نوراً أضاء به الأفق، وبدت لي صورة، ونوديت منها: يا عبد القادر! أنا ربّك، قد حللت لك المحرّمات، أو قال: ما حرمت على غيرك فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اخسأ يا لعين! فإذا ذلك


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24