عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الأول

أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حين قَفَلَ من غزوة خيبر فسار ليلة حتى إذا أدركنا الكرى عرَّس وقال لبلال: "اكلأ لنا اللَّيل" قال: فغلبت بلالاً عيناه، وهو مستند إلى راحلته فلم يستيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى إذا ضربتهم الشمس، فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظاً، ففزع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال "يا بلال" فقال: أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك بأبي أنت وأمي يارسول اللّه، فاقتادوا رواحلهم شيئاً ثم توضأ النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بلالاً فأقام لهم الصلاة وصلى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة قال: "من نسي صلاةً فليصلِّها إذا ذكرها"، فإِن اللّه تعالى قال: {أَقِمِ الصَّلاة للذِّكرى}" قال يونس: وكان ابن شهاب يقرؤها كذلك، قال أحمد قال عنبسة يعني عن يونس في هذا الحديث لِذِكْري. قال أحمد: الكَرَى: النعاس.

436ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في هذا الخبر قال:

فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "تحوَّلوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة" قال: فأمر بلالاً فأذن وأقام وصلَّى.

قال أبو داود: رواه مالك وسفيان بن عيينة والأوزاعي وعبد الرزاق عن معمر وابن إسحاق لم يذكر أحد منهم الأذان في حديث الزهري هذا، ولم يسنده منهم أحد إلا الأوزاعي وأبان العطار عن معمر.

437ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت البُنَاي، عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري، ثنا أبو قتادة

أن النبي كان في سفر له فمال رسول اللّه وملت معه، فقال: "انظر" فقلت: هذا راكب، هذان راكبان، هؤلاء ثلاثة، حتى صرنا سبعة، فقال: "احفظوا علينا صلاتنا" يعني صلاة الفجر، فضرب على آذانهم فما أيقظهم إلا حرُّ الشمس فقاموا فساروا هنيَّةً ثم نزلوا فتوضئوا وأذَّن بلال فصلوا ركعتي الفجر، ثم صلوا الفجر وركبوا، فقال بعضهم لبعض: قد فرَّطنا في صلاتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لا تفريط في النوم، إنما التفريط في اليقظة، فإِذا سها أحدكم عن صلاةٍ فليصلِّها حين يذكرها، ومن الغد للوقت".

438ـ حدثنا علي بن نصر، ثنا وهب بن جرير، ثنا الأسود بن شيبان، ثنا خالد بن سميرٍ: قال: قدم علينا عبد اللّه بن رباح الأنصاري من المدينة، وكانت الأنصار تفقِّهه فحدثنا قال: حدثني أبو قتادة الأنصاري فارس رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:

بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء بهذه القصَّة قال: فلم توقظنا إلا الشمس طالعة فقمنا وهلين لصلاتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "رويداً رويداً" حتى إذا تعالت الشمس قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من كان منكم يركع ركعتي الفجر فليركعهما" فقام من كان يركعهما ومن لم يكن يركعهما فركعهما، ثم أمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن ينادى بالصلاة فنودي بها، فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فصلى




إنتقل إلى

عدد الصفحات

406