عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الثاني

يقول المنافق كلمة الحق قال: قلت لمعاذ: ما يدريني رحمك اللّه أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهراتِ التي يقال لها ما هذه، ولا يثنيك ذلك عنه؛ فإِنه لعلّه أن يراجع، وتلقَّ الحقَّ إذا سمعته فإِن على الحق نوراً.

قال أبو داود: قال معمر عن الزهري في هذا الحديث: ولا يُنَئيَنَّكَ ذلك عنه، مكان يثنينك، وقال صالح بن كيسان عن الزهري في هذا: المشبهات، مكان المشتهرات وقال: لا يثنينك كما قال عقيل، وقال ابن إسحاق عن الزهري قال: بلى ما تشابه عليك من قول الحكيم حتى تقول ما أراد بهذه الكلمة؟.

4612ـ حدثنا محمد بن كثير قال: ثنا سفيان قال: كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر، ح وثنا الربيع بن سليمان المؤذن قال: ثنا أسد بن موسى قال: ثنا حماد بن دُليل، قال: سمعت سفيان الثوري يحدِّثنا عن النضر، ح وثنا هناد بن السَّري، عن قبيصة قال: ثنا أبو رجاء، عن أبي الصلت، وهذا لفظ حديث ابن كثير ومعناهم قال:

كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر فكتب: أما بعد، أوصيك بتقوى اللّه، والاقتصاد في أمره ، واتباع سنة نبيه صلى اللّه عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته، وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السُّنة فإِنها لك بإِذن اللّه عصمةٌ، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها؛ فإِن السنة إنما سنَّها من قد علم ما في خلافها ولم يقل ابن كثير "من قد علم" من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم؛ فإِنهم على علمٍ وقفوا، وببصر نافذٍ كَفُّوا، وَلهُمْ على كشف الأمور كانوا أقوى؛ وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإِن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم: إنما حدث بعدهم، ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، فإِنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مَقْصَرٍ وما فوقهم من مَحْسَرٍ، وقد قصَّر قوم دونهم فجفوا وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم، كتبت تسأل عن الإِقرار بالقدر فعلى الخيبر بإِذن اللّه وقعت، ما أعلم ما أحدث الناس من مُحَدثه، ولا ابتدعوا من بدعة هي أبين أثراً ولا أثبت أمراً من الإِقرار بالقدر، لقد كان ذكره في الجاهلية الجَهْلاء،




إنتقل إلى

عدد الصفحات

620