عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء الرابع

فجمعوا لي وزن نواة من ذهب فأخذت ما جمعوا لي فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذهب بهذا إليهم فقل هذا صداقها فأتيتهم فقلت هذا صداقها فرضوه وقبلوه وقالوا كثير طيب قال ثم رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم حزينا فقال يا ربيعة مالك حزين فقلت يا رسول الله ما رأيت قوما أكرم منهم رضوا بما آتيتهم وأحسنوا وقالوا كثيرا طيبا وليس عندي ما أولم قال يا بريدة اجمعوا له شاة قال فجمعوا لي كبشا عظيما سمينا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إلى عائشة فقل لها فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام قال فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذا المكتل فيه تسع آصع شعير لا والله إن أصبح لنا طعام غيره خذه فأخذته فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما قالت عائشة فقال اذهب بهذا إليهم فقل ليصبح هذا عندكم خبزا فذهبت إليهم وذهبت بالكبش ومعي أناس من أسلم فقال ليصبح هذا عندكم خبزا وهذا طبيخا فقالوا أما الخبز فسنكفيكموه وأما الكبش فاكفونا أنتم فأخذنا الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه وطبخناه فأصبح عندنا خبز ولحم فأولمت ودعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني بعد ذلك أرضا وأعطاني أبو بكر أرضا وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة فقلت أنا هي في حدي وقال أبو بكر هي في حدي فكان بيني وبين أبي بكر كلام فقال أبو بكر كلمة كرهها وندم فقال لي يا ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصا قال قلت لا أفعل فقال أبو بكر لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بفاعل قال ورفض الأرض وانطلق أبو بكر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وانطلقت أتلوه فجاء ناس من أسلم فقالوا لي رحم الله أبا بكر في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قال لك ما قال فقلت أتدرون ما هذا هذا أبو بكر الصديق هذا ثاني اثنين وهذا ذو شيبة المسلمين إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله عز وجل لغضبهما فيهلك ربيعة قالوا ما تأمرنا قال ارجعوا قال فانطلق أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعته وحدي حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث كما كان فرفع إلي رأسه فقال يا ربيعة مالك وللصديق قلت يا رسول الله كان كذا كان كذا قال لي كلمة كرهها فقال لي قل كما قلت حتى يكون قصاصا فأبيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فلا ترد عليه ولكن قل غفر الله لك يا أبا بكر فقلت غفر الله لك يا أبا بكر قال الحسن فولى أبو بكر رضي الله عنه وهو يبكي قال:

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو اليمان قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم بن مجمر عن ربيعة بن كعب قال:

-قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سلني أعطك قلت يا رسول الله أنظرني أنظر في أمري قال فانظر في أمرك قال فنظرت فقلت إن أمر الدنيا ينقطع فلا أرى شيئا خيرا من شيء آخذه لنفسي لآخرتي فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما حاجتك فقلت يا رسول الله اشفع لي إلى ربك عز وجل فليعتقني من النار فقال من أمرك بهذا فقلت لا والله يا رسول الله ما أمرني به أحد ولكني نظرت في أمري فرأيت أن الدنيا زائلة من أهلها فأحببت أن آخذ لآخرتي قال فأعني على نفسك بكثرة السجود قال:

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

657