عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء السادس

رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فبعث إليَّ بتطليقتي الثالثة وكان صاحب أمره بالمدينة عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة قالت فقلت له نفقتي وسكناي فقال ما لك علينا من نفقة ولا سكنى إلا أن نتطول عليك من عندنا بمعروف نصنعه قالت فقلت لئن لم يكن لي ما لي به من حاجة قالت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبري وما قال لي عياش فقال:

-صدق ليس لك عليهم نفقة ولا سكنى وليست له فيك ردة وعليك العدة فانتقلي إلى أم شريك ابنة عمك فكوني عندها حتى تحلي قالت ثم قال لا تلك امرأة يزورها إخوتها من المسلمين ولكن انتلقي إلى ابن عمك ابن أم مكتوم فإنه مكفوف البصر فكوني عنده فإذا حللت فلا تفوتيني بنفسك قالت والله ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يريدني إلا لنفسه قالت فلما حللت خطبني على أسامة بن زيد فزوجنيه قال أبو سلمة أملت عليَّ حديثها هذا وكتبته بيدي.

 - حدثنا عبد الله حدثنا أبي حدثنا يعقوب قال حدثني أبي عن ابن إسحق قال وذكر محمد بن مسلم الزهري عن أبي سلمة عن فاطمة بنت قيس

-مثل ذلك.

 - حدثنا عبد الله حدثنا أبي حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا ابن جريج قال أخبرني عطاء قال أخبرني عبد الرحمن بن عاصم بن ثابت أن فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس أخبرته وكانت عند رجل من بني مخزوم فأخبرته أنه طلقها ثلاثا وخرج إلى بعض المغازي وأمر وكيلا له أن يعطيها بعض النفقة فاستقلتها وانطلقت إلى إحدى نساء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهي عندها فقالت يا رسول الله هذه فاطمة بنت قيس طلقها فلان فأرسل إليها ببعض النفقة فردتها وزعم أنه شيء تطول به قال صدق فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

-انتقلي إلى منزل ابن أم مكتوم وقال أبي وقال الخفاف أم كلثوم فاعتدي عندها ثم قال لا أم كلثوم يكثر عوادها ولكن انتقلي إلى عبد الله بن أم مكتوم فإنه أعمى فانتقلت إلى عبد الله فاعتدت عنده حتى انقضت عدتها ثم خطبها أبو جهم ومعاوية بن أبي سفيان فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأمره فيهما فقال أبو جهم أخاف عليك قسقاسته للعصا أو قال أخاف قصقاصته للعصا وأما معاوية فرجل أخلق من المال فتزوجت أسامة بن زيد بعد ذلك.

 - حدثنا عبد الله حدثنا أبي حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن أبا عمرو بن حفص بن المغيرة خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن فأرسل إلى فاطمة بنت قيس بتطليقة كنت بقيت من طلاقها وأمر لها الحرث بن هشام وعياش بن أبي ربيعة بنفقة فقالا لها والله ما لك من نفقة إلا أن تكوني حاملا

-فأتت تقول النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قولهما فقال لا إلا أن تكوني حاملا واستأذنته للانتقال فأذن لها فقالت أين ترى يا رسول الله فقال إلى ابن أم مكتوم وكان أعمى تضع ثيابها عنده ولا يراها فلما مضت عدتها أنكحها النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد فأرسل إليها مروان قبيصة بن ذؤيب يسألها عن هذا الحديث فحدثته به فقال مروان لم نسمع بهذا الحديث إلا من امرأة سنأخذ بالعصمة التي وجدنا الناس عليها فقالت فاطمة حين بلغها قول مروان بيني وبينكم القرآن قال الله عز وجل: لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة حتى بلغ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

607