عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء السادس

الناس فإني لم أقم مقامي هذا لفزع ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني من القيلولة من الفرح وقرة العين فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم صلى الله عليه وسلم أخبرني أن رهطا من بني عمه ركبوا البحر فأصابتهم ريح عاصف فألجأتهم الريح إلى جزيرة لا يعرفونها فقعدوا في قويرب سفينة حتى خرجوا إلى الجزيرة فإذا هم بشيء أهلب كثير الشعر لا يدرون أرجل هو أو امرأة فسلموا عليه فرد عليهم السلام فقالوا: ألا تخبرنا فقال ما أنا بمخبركم ولا مستخبركم ولكن هذا الدير قد رهقتموه ففيه من هو إلى خبركم بالأشواق أن يخبركم ويستخبركم قالوا قلنا ما أنت قالت أنا الجساسة فانطلقوا حتى أتوا الدير فإذا هم برجل موثق شديد الوثاق مظهر الحزن كثير التشكي فسلموا عليه فرد عليهم فقال من أنتم قالوا من العرب قال فما فعلت العرب أخرج نبيهم بعد قالوا نعم قال فما فعلت العرب قالوا خيرا آمنوا به وصدقوه قال ذلك خير لهم وكان له عدو فأظهره الله عليهم قال فالعرب اليوم إلههم واحد ودينهم واحد وكلمتهم واحدة قالوا نعم قال فما فعلت عين زغر قال قالوا صالحة يشرب منها أهلها لشفتهم ويسقون منها زرعهم قال فما فعل نخل بين عمان وبيسان قالوا صالح يطعم جناه كل عام قال فما فعلت بحيرة طبرية قالوا ملائ قال: فزفر ثم زفر ثم زفر ثم حلف لو خرجت من مكاني هذا ما تركت أرضا من أرض الله إلا وطئتها غير طيبة ليس لي عليها سلطان قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى هذا انتهى فرحي ثلاث مرات إن طيبة المدينة إن الله عز وجل حرّم على الدجال أن يدخلها ثم حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الذي لا إله إلا هو ما لها طريق ضيق ولا واسع في سهل ولا جبل إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة ما يستطيع الدجال أن يدخلها على أهلها قال عامر فلقيت المحرر بن أبي هريرة فحدثته بحديث فاطمة بنت قيس فقال أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة بنت قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه في نحو المشرق قال ثم لقيت القاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة فقال أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة غير أنها قالت الحرمان عليه حرام مكة والمدينة.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا حماد يعني ابن سلمة عن داود أبي هند عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم مسرعا فصعد المنبر ونودي في الناس الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال:

-يا أيها الناس إني لم أدعكم لرغبة ولا لرهبة ولكن تميم الداري أخبرني أن نفرا من أهل فلسطين ركبوا البحر فقذف بهم الريح إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة أشعر لا يدري ذكر هو أو أنثى لكثرة شعره فقالوا من أنت فقالت أنا الجساسة فقالوا فأخبرينا فقالت ما أنا بمخبرتكم ولا مستخبرتكم ولكن في هذا الدير رجل فقير إلى أن يخبركم ويستخبركم فدخلوا الدير فإذا هو رجل أعور مصفد في الحديد فقال من أنتم قالوا نحن العرب فقال هل بعث فيكم النبي قالوا نعم قال فهل اتبعه العرب قالوا نعم قال ذاك خير لهم قال فما فعلت فارس هل ظهرعليها قالوا لا قال أما أنه سيظهر عليها ثم قال فما فعلت عين زغر قالوا هي تدفق ملائ قال فما فعل نخل بيسان هل أطعم قالوا نعم أوائله قال فوثب وثبة حتى ظننا أنه سيفلت فقلنا من أنت فقال أنا الدجال أما أني سأطأ الأرض كلها غير مكة وطيبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابشروا معاشر المسلمين هذه طيبة لا يدخلها.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

607