عنوان الكتاب: احترام المسلم

نظَر إليه التلميذ، عرَف أنّه زائف، فردَّه عليه، فلمّا عاد أبو عبد الله رحمه الله تعالى، أخْبَره بذلك، فقال: بئس ما عَمِلْتَ، هذا المجوسي يُعاملني بهذه المعاملة مُنذ سَنَة، وأنا أَصْبِر عليه، وآخُذ الدراهم منه، وأُلقيها في البئر، لئلاّ يغُرّ بها مسلمًا([1]).

فيالله كيف كان المسلمون يحرصون على بعضهم ويقدّمون مصالح إخوانهم على مصالحهم؟! كيف كانت قُلوبهم مملوءةً بالْمَحبّة والتوقير؟! كيف كانوا يتحمَّلون الضرر في سبيل نَفْعِ إخوانهم؟! لقد كانت نفوسهم تطيب بالْخَسَارة ليَرْبَح أخ مسلم، وإنّ الدعوة الاسلامية تنشر الأخوة والمحبة وتزيل النفرة وينبغي على المسلم أن يسافر في سبيل الله مع القوافل ويحاسب نفسه من خلال الملء لكتيب الجوائز المدنية ويقدمه إلى مسؤوله في العشر الأوّل من كلّ شهر.

واعلموا أنّ أحقّ الناس بحسن الْمُعاشَرة والمعاملة وأوّل من تجب صلتهم واحترامهم هم الوالدان ثم الأقرب



([1]) ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب رياضة النفس، بيان علامات حسن الخلق، ٣/٨٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25